رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 يناير 2025 1:02 ص توقيت القاهرة

سيدنا ابو بكر رضي الله عنه وأرضاه

قصة ( أبو بكر الصديق ) رضي الله عنه. حكاية صحابي. بقلم. محمود عبد السلام
أسمه: عبدالله بن أبي قحافة
يقول عن نفسه قبل الإسلام وهو صغير : "عندما بلغت الحلم أخذني أبي إلى الأصنام وقال لي : يا عبد الله هذه آلهتك.

وعندما تركني أبي جلست فنظرت إلى الأصنام وقلت لها : إن كنت جائعا هل تطعميني ؟ وإن كنت مريضا هل تشفيني ؟ وهي لا ترد.

فأخذت صخرة فضربت بها صنما فخر لوجهه فخرجت "

سيدنا ابو بكر لم يعبد صنما ولم يشرب خمرا ولم يأت فاحشة وهو صديق النبي ﷺ قبل البعثة وبعدها وأول ما سمع بالإسلام أسلم وخرج داعيا إلى الله عز وجل.

وكان يرى الفقراء كيف يعذبون ويشتريهم ويعتقهم وفي مرة من المرات رأى الصحابي خباب بن الأرت يعذب حتى احترق ظهره من العذاب فاشتراه وأعتقه حتى قال له أبوه : يا أبا بكر لماذا تفعل هذا ؟ على الأقل اشتري أحد ينفعك أو قبيلته تنفعك
فنظر أبو بكر إلى أبيه وقال : يا أبتى أنا أفعلها لوجه الله تعالى ، فأنزل الله عز وجل : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )

وفي يوم من الأيام وكان في الحرم عند الكعبة يرى حبيبه رسول الله ﷺ يضرب ويخنق وكاد يموت فأسرع أبو بكر إلى المشركين ودفعهم ويضرب هذا ويدفع هذا ويمنعهم جميعا من إيذاء النبي ﷺ وهو يقرأ قول الله تعالى : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ )
فلما دفعهم جاؤوا المشركون إليه وقد تركوا رسول الله ﷺ وأخذوا يضربون أبو بكر حتى ظن الناس أنه قد مات ، فحمله الناس إلى بيت أمه قبل أن تسلم ، فطببته حتى استفاق ، فرحت أمه وقالت له : اشرب شيئا أو كل شيئا ، فقال لها : والله لا آكل شيئا حتى أرى ما فعل رسول الله ﷺ فحملوه إلى النبي ﷺ وكان جالسا في بيت بالسر عند أحد الصحابة ، فلما أدخل عليه كب على النبي ﷺ يقبله ويبكي ويقول : يا رسول الله كيف أنت ؟
فيقول النبي : أنا بخير يا أبا بكر ، كيف أنت يا أبا بكر ؟ يقول ابو بكر : أنا بخير إلا ما صنع الفاسق في وجهي
هاجر الصحابة إلى المدينة قبل النبي ﷺ إلا ابو بكر لم يهاجر معهم لأنه ينتظر حتى يهاجر مع النبي ﷺ فيأتي النبي ﷺ وقت الظهيرة إلى أبي بكر ويقول : يا أبا بكر إن الله إذن لي بالهجرة ، رد عليه أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؟ قال : نعم الصحبة يا أبا بكر
فبكى أبو بكر الصديق فرحا أنه سيهاجر مع النبي ﷺ فجهز للنبي ﷺ الدابة والطعام والمتاع والتغطية وكل شيئ
فلما دخل مع النبي ﷺ إلى غار ثور رأى فتحة فخاف أن يخرج منها شيئ يؤذي النبي ﷺ فوضع رجله عليها وجلس ونام النبي ﷺ على فخذه ، فلسع ابو بكر شيئ من الفتحة ( عقرب أو ثعبان ) فتألم لكن لم يتحرك حتى لا يقوم النبي ﷺ ومن شدة الألم دمعت عيناه وسقطت دمعة على وجه رسول الله ﷺ ، فتح النبي عينه وقال : ما بك يا أبا بكر ؟ فأجابه : لا شيئ لسعني شيئ برجلي ، قال له : أرني رجلك ؟ فأراه رجله فنفث النبي ﷺ فيها فبرئت كأن لم يكن فيها شئ ، فوصل المشركون إلى الغار ووقفوا عند باب الغار ، فخاف أبو بكر على النبي ﷺ فقال له رسول الله : لم تخاف يا أبا بكر ؟ فقال له : يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمي لرآنا ، فقال له النبي ﷺ : يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )
إنه أبو بكر الصديق صاحب رسول الله ﷺ في حياته كلها ، يدخل النبي ﷺ مع أبي بكر ويخرج مع أبي بكر ويهاجر مع أبي بكر وتزوج ابنة أبي بكر
قبل وفاة النبي ﷺ قال : امروا أبا بكر فليصلي بالناس ، لم يرضى النبي ﷺ أحد أن يؤم بالناس إلا أبا بكر ، توفي رسول الله ﷺ فدخل أبو بكر على بيت ابنته عائشة رآه ميتا فكشف الغطاء عن وجه النبي ﷺ قبله بين عينيه وبكى ، وقال : طبت حيا وميتا يا رسول الله
وكل الصحابة مجتمعون في الخارج ينتظرون خبر أن الرسول ليس ميتا ، فقال أبو بكر بحكمة وحزم : "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"
ثم ولي على الخلافة وكان أول خليفة للمسلمين بعد رسول الله ﷺ
تقول بعض الجواري الصغيرات الفقيرات الضعيفات اللواتي لا يستطعن حلب الشياه : كان أبو بكر يحلب لنا الشياه أما الآن صار خليفة أين هو ليساعدنا ، فسمع أبو بكر هذا الخبر وهو الخليفة فقال : لا والله الخلافة لا تغيرني فكنت أحلب لكم الشياه قبل الخلافة وسأحلب لكم الشياه بعد الخلافة
سيدنا عمر بن الخطاب يرى أبو بكر كل يوم بعد صلاة العصر يدخل إلى امرأة عجوز جالسة على الأرض مشلولة وعمياء وكبيرة في السن ، أتدرون ماذا يفعل لها أبو بكر ؟ كل يوم يصنع طعامها ويغسل لها الثياب وينظف لها البيت ، ففي يوم سألها عمر بن الخطاب : من هذا الرجل الذي يدخل إليك كل يوم ويصنع لك كل هذا ؟ فقالت له : والله لا أعرفه ، لا تدري هذه العجوز أنه أبو بكر الصديق البكاء خليفة المسلمين هو من يصنع لها كل هذا
قبل أن يموت أعاد كل الأموال إلى بيت مال المسلمين ولم يترك شيئا لنفسه ولا لابنته ، فبكت ابنته عائشة وقالت :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال لها : يا عائشة قولي أحسن من هذا ، قالت : ماذا أقول ، قال : قولي ( وجاءت سكرة الموت بالحق ، ذلك ما كنت منه تحيد ) ثم لحق بربه ودفن عند صاحبه ﷺ
إنه أبو بكر الصديق ، كفى به فخرا .... ..تم⚘

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.