رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 22 ديسمبر 2024 12:55 م توقيت القاهرة

سيطرة رجال المال والأعمال على الإعلام ..لصالحه أم ضـده ؟

أعـده وكتبـه : حسـام الأطيـر

مـن الملحـوظ في الآونـة الأخيـرة إتجاه عـدد كبيـر من رجال الأعمـال لإنشاء قنـوات فضائية إما على سبيل الرفـاهيـة والوجـاهـة الإجتماعية أومـواكبة العصـر أو لخدمة أهـدافهم وأنشطتهم الإقتصادية أو بدافع الإستثمـار في مجال الإعلام أو ربمـا لحماية مصالحهم وإستخدام سلاح الإعلام كسلاح فعـال في هذا العصـر .

وقـد زاد هـذا المـوضوع بالتحديد عقب ثـورة 25 ينـايـر .

 

يقـول  المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي ، في أحد أشهر أقواله التي توضح مدى ارتباط السياسة والاقتصاد والإعلام والتأثيرات التبادلية الارتباطية بين تلك المحاور أن ( المال في السياسة هو بقرة حلوب للإعلام )

 

ولكـننا أمام واقـع ألا وهــو سيطرة أصحاب المال ورجال الأعمال على الإعلام الخاص ...فهل ذلك  في صـالح الإعلام أم ضـده  وهل ذلك أيضـاً في صـالح المشـاهــد أم ضـده ؟

 

لا شك أن المنافسة الشرسة بين الصحف الحكومية والخاصة، وأيضاً بين الصحف بنوعيها والتليفزيون الأرضي والفضائي،  أسفرت عن تأثير سلبي علي الأمن القومي، وتسببت في قـلاقل ضد مصلحة البلاد وضح جلياً عند طرح ومعالجة عدد من  القضايا في الفترة الأخيرة .

 كما أسفـرت عن سلبيات أخـرى فيما بتعلق بقضايا الشرف والتشهير والسمعة و .توجيه اتهامات أوإصدار أحكام جماهيرية علي المتهمين قبل إدانتهم قضائيا.

 

صنـاعـة الإعـلام وتراجع دور الدولة  :

 

يجب أن نعلم أن الإعلام صناعة، وقــد بقي منذ وقت بعيد تابعا للجهات التي تموله سـواء كـانت حكـومية أو خـاصة ، غير أن  الـواقـع الآن  وهو أن سيطرة رجال المال والاعمـال على وسائل الإعلام يتم في غياب وسائل إعلام عمومية قوية ومؤثرة، وهذا أمر بالغ الأهمية.

لم تقوم الدولة  بدورهـا  المطلوب بتحديث وسائل الإعلام  القـوميـة ، وعلى رأسها  ( مـاسبيرو ) ن، ولم يتغير مضمون الخطاب الإعلامي لتلك الوسائل المملوكة للدولة، وهـو ما يعني نظريا أنها ملك للشعب كله وفي خدمتهم، فقد بقيت الخدمة  الإعلامية التي نقـدم   محصورة في تمرير الخطاب الرسمي، والحرص على تلميع صورة الحكومة، ولا يكاد يجد المـشاهـدون  شيئا من همومهم في وسائل إعلامية يمولونها من أموالهم، ولم ترتقي  القنوات الإقليمية و المتخصصة للتلفزيون للمستوى الإعلامي الحديث ، وبقيت تعمل بنفس الأساليب القديمة، ولم تثر الهجرة نحو القنوات الخاصة، رغم تواضع التجربة، اهتمام المشرفين على القطاع، ، وفي هذا الوقت يسعى رجال المال إلى امتلاك وسائل إعلام أكثر تأثيرا في الرأي العام , بعد نجـاح التجـربـة .

 

 

الإعلام المـوجـه والمهنية والحيادية :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نرى الآن  اغلب القنوات الفضائية حادت عن الحيادية وإفتقدت للمهنيـة ، وخاصة أن الإعلام بشكل عام تتم السيطرة عليه حسب رؤية الموجه أو المالك أوالمموّل ،  فبالتالى نجد ان الإعلام فى معظمه للأسف لم يبقى حـرفيًا أو مهنيًا كما هـو المطلـوب ، لأن هناك آليات وأدوات لتطبيق المهنية والحرفية تستخدم لتحقيق الحيادية، ولكن للآسف من القنوات الكثير من خرج عن السياق تماما وأصـبح يتبع إتجـاهاً معينـاً ويختار ضيـوفه ومحتوى برامجه بناء على هـذا الإتجـاه .

 

 ولكن لنا أيضـاً أن نذكر في هذا الصدد أن سيطرة رجال الأعمال على الأعلام  سـلاح  ذو حدين الأول تمثل في الدور الوطنى الذي قــام به الإعلام والصحافة في الفترة الأخيرة وخصوصا قبل ثورة 30 يونيو وما بعدها يعد الأهــم والأخطر في الأونة الأخيرة حيث لعب الإعلام الدور المباشر لإنجاح الثورة و هذا الدور كان لصالح الدولة وحماية لأمنها الوطنى و هو الدور الذي يجب ان يقوم به الإعلام دائمـاً في الظروف الصعبة .

 

أما الحد الثانى  أن سيطرة رجال الأعمال على  المؤسسات الإعلامية  يؤدى إلى محاولة تحويلها إلى تحقيق مصالح ذاتية لهم وفي أحيان كثيرة يحاولون توجيه الراى العام لمصالح خاصة وأهداف ذاتية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في النهـايـة وبما أننا أصبحنا امام واقع  لا مفـر منـه  يجب علينا إتخاذ بعض الخطوات اللازمة للحد من مخاطر هذه السيطرة وإنعكاساتها السلبية على الرأى العام

وهى :

- يجب أن يكون هناك ميثاق شـرف إعلامي  يتم وضعه من اهل الإختصاص في المجال الإعلامي والكل يلتزم به .

- يتم وضع أسس للحد من احتكار رجال الأعمال لسياسات الإعلام ووضع الرقابة اللازمة و التحري عن مصدر هذه الأموال ومن أين تأتي في ظل هذا الوضع الذي لا يوجد به أي رقابة على الإعلام وأن يتم وضع نظم إعلامية مهنية جيدة للممارسة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.