صامت من بعد الفراقِ جوارحي
وجفَّت عيوني و نبعِ الأدمعِ
والقلبُ في جوفي قد أصابَه
رجفةً ، أنستهُ أنه مني و معي
ونبضُه المختلَ أفرطَ ضَخهُ
ودَمي في وريدي ضيَّعَ منبعي
خشعتُ في الحبِ فزداد تلهفي
ولففتُ روحي ستارَ تضرُّعي
لمَّا جفاني عقرتُ مسرتي
وأعلنتُ في دربِ الهوانِ تطوُّعي
وثملتُ من شُربِ ذِكراه كأنني
نديمَ كأسٍ والكأسُ كالصومعِ .
والبعدُ ينهشني وشوقي لا يعِ
وزماني ينهبُ بسمتي من مرتعي
حطامٌ أنا ورمادٌ كوَّمُهُ الجفا
وحولي اللهيب يزيد توجعي
مخطيءٌ أرى نفسي بحبِّه
لمَّا رأيتُ من بعدِ الغيابِ تصدُّعي
فما عذرتُ نفسي هواهُ الأعجفِ
وطبَّقتُ حُكمي بِعَضِّ أصابعي
أنا لا لستُ أنا ولا أنا أنا
ولا عدتُ أنا وعذابي بمقبعي
أنا من بعد فراقها كأنني
غريقٌ بدركها يناديني مصرعي
لا خلاصَ ولا مناصَ ولا أرى
تخليصُ نفسي وهواهُ مصارعي
ليتَ الهوى جذورٌ أغوصُ بِقلعها
إضافة تعليق جديد