الحمد لله الكريم الوهاب، وأشهد ن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى فإن تقوى الله خير زاد، عباد الله لنتقي الله عز وجل في شهرنا، ولنتقيه سبحانه في هذا الموسم العظيم، وليكن لنا جميعا مغنما وليكن لنا جميعا في الخيرات والبركات مرتقى وسلما، فإن شهر رمضان يبشرنا بالغفران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه أبي داود، وكما أن رمضان يبشرنا بالشفاعة "عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الصيام والقرآن يشفعان للعبد "
" يقول الصيام أي رب، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان " فالمسلمون بقدوم شهر رمضان يستبشرون، ويعلقون الزينات، ويعدّون الأماكن للمصلين والمصليات ويكرمون ضيافته ويحسنون وفادته، ويقدّرون منزلته ويستشعرون مكانته ويحصلون على أجره، ليّنون في طاعة الله تعالي، طائعون لأمر الله، محبّون لرسول الله صلي الله عليه وسلم، عاملون بمنهج الله، إذا قرئ عليهم القرآن سمعوا وأنصتوا، وإذا نودوا بالإيمان، آمنوا ولبّوا لذلك يبشرهم ربهم برحمته ورضوانه، واعلموا أن هناك أناس ينتظرون شهر رمضان، إنهم تجار الإحتكار، وتجار الشر والأشرار، وتجار الجشع والطمع، همهم الإستغلال والخداع، همهم جمع الأموال ليملؤوا الجيوب، ويضاعفوا الأرصدة،، يرفعون أسعارهم.
ويروّجون بضائعهم ولو كانت فاسدة، يغشون ويخدعون، يطمعون ويجمعون، يمتصون دماء الصائمين، ويشوشون على القائمين القانتين، كل ذلك إستغلالا لإندفاع الناس لشراء متطلبات رمضان، وهؤلاء أخطؤوا الطريق، وخسروا من حيث يظنون أنهم رابحون، فما أحقهم بأن يقال عنهم، فهم تربّوا على الخداع ونشأوا على النفاق وعاشوا على الكذب، تملكهم المكر لكنهم " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " وهناك صنف آخر وهو نوع من الشباب الساهي اللاهي يتسكع في الأسواق ويتجرد من الأخلاق، ويطلق الضوضاء والأبواق، لا يقدم إلا أذية المؤمنين والمؤمنات، وفتنة الصائمين والصائمات، وقهره الآباء والأمهات، وعصيان رب الأرض والسموات، فهؤلاء جبلوا على أن يكونوا مبعدين عن الله، ومحرومين من رحمته.
لا يزدادون في رمضان عن الله إلا بعدا، وعن القرآن إلا خسارا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه " إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين" رواه الطبراني، وفي حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن شهر رمضان، وعن ليلة القدر حيث قال " وفيها ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها، فقد حُرم الخير كله " رواه النسائي، فهؤلاء يخسرون في مواسم الربح، ويحرمون في مواطن الفوز، ويبعدون في منازل القرب، فلا يفلحون في دين ولا دنيا، ولا يسعدون في حياة ولا ممات، فاللهم غنمنا شهر الخيرات، اللهم غنمنا شهر الخيرات، اللهم غنمنا شهر الخيرات، وجُد علينا فيه بواسع العطايا وصنوف الهبات، اللهم وفقنا لإغتنامه بما يرضيك
إضافة تعليق جديد