كتب خالد مصطفي عبد الخالق
حي الحسينية واحد من أشهر وأقدم أحياء القاهرة, وبالرغم من أهميته التاريخية, إلا أنه لم يحظ بالاهتمام اللازم, ولم يتبق من هذا الحي سوي بوابتي القاهرة, وهما بوابة النصر, وبوابة الفتوح, واعتبر علماء التاريخ أن هذا الحي كان يتميز بالعديد من المباني التراثية, ومقاومة المحتلين, وكان له دور ملحوظ في ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية, وبعد نجاح الفرنسيين في هزيمة الجيش العثماني قاموا بالهجوم علي ثوار بولاق و الحسينية.
- سبب هذا الأسم : قال المقريزي في خططه إن طائفة من العبيد سميت بأسماء جميلة لأنها كانت حسنة المظهر وسكنت هذه البقعة, وهناك قول آخر يعتبر أن سبب التسمية يرجع إلي جماعة من الأشراف الحسينيين كانوا يعيشون بها.
- الحسينية تتكون من 8 حارات, وهي حامد, المنشية الصغري, المنشية الكبري, الحارة الكبري, الحارة الوسطي, السوق الكبير, والوزيرية وهي قسمان الأول من باب الفتوح إلي الخندق (الدمرداش حاليا), والثاني من باب النصر حتي الريدانية (العباسية حاليا), وكانت في منطقة الريدانية أماكن تم استخدامها لاسطبلات خيول الأمراء, ومن بين 130 مسجدا بالقاهرة في هذه الفترة, كانت الحسينية تضم 12 مسجدا لم يتبق منهم أحدا الآن. ويحتوي حي الحسينية علي العديد من الدروب ومن أهمها درب مسعود, درب الغنامة, عطفة أبو العلا , عطفة عزوز , عطفة الجزار, ضريح الشيخ أبوب, وكل هذه الدروب اختفت وتم بناء عمارات شاهقة.
- الأويراتيه و فتوات الحسينيه
فى سنة 1296 ، فى عهد السلطان العادل كتبغا 1296 وصلت مصر أعداد كبيره من المغول الوافديه اللى كانوا بينتموا لقبيلة اتعرفت باسم الأويراتيه ، المغول دول كانوا هربانين من غازان و كان بيقودهم طغراى جوز بنت من بنات هولاكو و رحب بيهم كتبغا - و كان مغولى الاصل - ترحيب كبير و سكن منهم ناس فى حى الحسينيه . الوافدين دول كانت ليهم عادات غريبه على المصريين ، لكن مع كده اشتهروا بالجمال و الحسن ، والقوة والشجاعة و اختلطوا بالمصريين و اتجوزوا و خلفوا منهم و لسه دمهم بيجرى فى عروق أعداد من المصريين ، و اتشهرت منطقة الحسينيه بطبقه اتسمت " فتوات الحسينيه "
- فتوات الحسينية و ثورة القاهرة الثانية
حي الحسينية كان له دور ملحوظ في ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية, واشتهر هذا الحي بقيام الفتوات به بضرب الإنجليز, وبعد نجاح الفرنسيين في هزيمة الجيش العثماني استدارو علي ثوار بولاق ودمروا المنطقة وأحرقوها, ثم انتقلوا إلي منطقة الحسينية, وقرية الخندق ثم ضربها لمدة 10 أيام كاملة حتي القضاء عليها بشكل كامل.
- حى التجارة والأولياء
حي الحسينية كان مركزا للتجارة حتي وقوع مصر تحت الحكم العثماني, وكان الحي يتميز بالأنشطة التجارية والحرفية خاصة في شمال الحي, وربما أن هذا الحي لم يتم ذكره في شرح خريطة وصف مصر التي وضعتها الحملة الفرنسية, إلا أنه ورد مرات عديدة في حجج المحكمة الشرعية خاصة دفتر عام 1986م, ودفتر عام 1692م, وضمن مخطوط ... ابن الياس عام 1516م.
وكان يشتهر الحي بالموالد الشعبية المتعددة مثل مولد سيدي علي البيومي , ومولد سيدي علي الخواص, ومولد سيدي محمد الصوابي , ومولد سيدي الشيخ علي البنهاري , كذلك اشتهر حي الحسينية بالأسواق , حيث كان يتم بيع القمح , والفول, والشعير, والأغنام والأبقام, وغيرها من السلع.
- أشهر آثار الحسينية
يحتوي حي الحسينية علي العديد من الآثار مثل :
** حمام الحسينية, والذي لم يكن أقل شهرة من حمام التلات, وتم بناؤه في عهد السلطان الغوري, وكان يعرف أولا باسم حمام المباليين, ثم تغيتر اسمه إلي حمام الحسينية
** سجن القشرة. وسمي السجن بهذا الاسم لأنه كان يجعل المساجين تقوم بتقشير القمح
** شارع المرجوش والذي اشتهر بجامع السلحدار, وسوق حارة البرجوان, وكذلك بضاعة الصنبة, وهي الأقفال الخشبية علي الأبواب العملاقة.
** جامع البيمارستان داخل شارع النحاسين من أشهر الجوامع التي كانت موجودة في الحسينية, ولكنها اندثرت, واشتهر هذا الشارع بتجارة النحاس,
** كانت توجد مسلتان فرعونيتان من أيام الأسرة الـ12, وأخذهما نابليون بونابرت أثناء حملته مع مصر, وقام بإرسالهما إلي باريس, وفي طريقهم اعترضتهم سفينة إنجليزية واستولت عليهما وهما الآن في دار الآثار بمدينة لندن.
** حي الحسينية كان به أيضاً العديد من الأماكن المميزة, فهناك المستشفي الفرنساوي جنوب شارع الخازندار, وعلي يمين شارع الجيش أقيمت مدارس إسرائيلية وأديرة للراهبات, وتم إنشاء مصنع للزجاج لأن المنطقة كانت صحراوية رملية.
- اندثار حي الحسينية
بداية اندثار حي الحسينية كان عام 820 هجريا, ومن أبرز أسباب ذلك القراض هذه الحشرة التي كانت تأكل الخشب والثياب والغلال والأسقف والأمتعة وحتي الكتب, وقام الأهالي بهدم منازلهم بأيديهم من باب الفتوح وحتي باب النصر للقضاء علي هذه الحشرة, وتلا ذلك حروب الجيش العثماني مع مراد بك وإبراهيم بك, والذين كانوا متواجدين بالحسينية, وضرب الجيش العثماني أجمل الأماكن بالحسينية, ثم فيضان النيل عام 1207 هجريا, وهو ما تسبب في ضياع ملامح هذه المنطقة.
إضافة تعليق جديد