بقلم محمد عزت
تابعت ما أذيع علي القنوات الأجنبية التي تبث برامجها باللغة العربية مثل RT و الحرة و غيرهم , و رأيت مدي تركيزهم علي الإحتفال و لو علي الفضاء الإعلامي بذكري النصر علي ألمانيا في الحرب العالمية الثانية .
في نفس الوقت , تابع المصريون والعرب معهم أحداث مسلسل الإختيار الذي يحكي قصة وفاء وبطولة القوات المسلحة المصرية, و تابعت رد فعلهم الإحتفالية بذلك المسلسل مثلما إحتفلوا من قبله بأشهر قليلة بفيلم الممر و أخوه مسلسل ممالك النار . كانوا كمثل ما ارتوي بالماء بعد ظمأ طويل , فأخيرا أصبح صناع السينما و التلفزيون يقومون بمحاولات رائعة لإبراز جوانب البطولة والتضحية بمستوي يقارب إن لم يكن يناهز ما أراه من مسلسلات و أفلام و أفلام وثائقية علي القنوات الأجنبية .
أخيرا و بعد أن كانت الساحة مفتوحة أمام التكفيريين ليبثوا أفكارهم الفاسدة و رؤيتهم المقلوبة للواقع و للأحداث , بدأ صناع الدراما في تقديم محتوي متقدم جدا يظهر هؤلاء المخربين و حقيقة أنهم يتلاعبون بالدين و أتباعهم و تبريراتهم المعوجة لفعل ذلك , علي غرار ما ورد بمسلسل الإختيار عندما فتك الأهالي بأحد عناصرهم فنعاه التنظيم و قال علي لسان أحد قياداتهم : كان يسرق السيارة . الأهالي إفتكروه حرامي !
لدينا الكثير من القصص التاريخية التي تستحق أن تخلد في سلاسل طويلة من الأفلام و المسلسلات , بدءا من توحيد مصر علي يد الملك مينا أو نارمر مرورا ببطولات الأسرة السابعة عشر و الثامنة عشر , و ليس إنتهاءا بالمعارك الضارية التي خاضها الملوك الكبار من أسرة الرعامسة . و لا ننسي أيضا البطولات التي أبداها المصريون ضد الإضطهاد المذهبي سواء من الفرس أو الرومان , و بطولات الفتح العربي لمصر و معارك مصر دفاعا عن العالم الإسلامي ضد المغول و ضد الصليبيين , بل و ضد حتي البرتغالين قبل الغزو العثماني لمصر .
و لا ننسي أن لدينا مخزونا هائلا من بطولات إبراهيم باشا في حربه لنيل إستقلال مصر , و أيضا حرب مصر في القرم و المكسيك . و لا ننسي البطولات الهائلة التي أبداها المصرييون ضد الاحتلال الإنجليزي و الفرنسي في مختلف العصور . و مرورا بالحروب الأربعة ضد إسرائيل قبل توقيع معاهدة السلام معها . و ليس إنتهاءا بالحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب داخل الوطن و خارجه و إصرار الدولة المصرية ممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2013 علي التخلص من تلك الجراثيم التي أحالت دولا كاملة إلي ركام .
لدينا تاريخا طويلا و مجيدا نعتز به , و يستحق أن يخلد , و الأهم أن يروي .
إضافة تعليق جديد