سامح أيوب . الفيوم
توجه اليوم السيد وكيل التعليم بالفيوم الأستاذ محمد عبدالله برسائل خاطفة لأبنائه بمناسبة العام الدراسي الجديد جاء فيها :
انقضت إجازةُ الصّيف، ومرّت سريعةً بأوقاتها السعيدة الحافلة بجلساتِ الأُنس مع الأهل والأقارب والسّفر من جهة و الأوقات المليئة بالفائدة العلمية من خلال برامج الصّيف الترفيهية والمعرفيّة من جهة ثانية.
أبنائي الطلاب!
آمُل أن تكونوا قد حقّقتم الفائدةَ والمُتعة في إجازتكم المحبّبة...واسمحوا لي أن أباركَ لكم بحلولَ العام الدراسي الجديد الذي يخبّئُ لكم في جَعْبَتِه الحقائبَ الملوّنةَ والقراطيسَ الجذّابةَ والأقلام التي طالما اشتاقت لأنامِلِكم الطريّة.
وماذا عن الكتب الجديدة التي تحتوي على معلومات جديدة ومعارف شائقة؟؟
نعم معارفَ شائقة تناسبُ أذهانَكم التي تطوّرت، وعقولكم التي ازدادت تفتّحاً ....
وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوبكم تدفعُني محبّتي لكم إلى تقديمِ بعض النّصائح لكم لعلّها تعينُكم على قضاءِ عامٍ دراسي جديد مليءٍ بالتفوّق والإبداع والمحبّة.
أولاً: عوّدوا أنفسكم النّومَ المبكّر والاستيقاظ المبكّر؛ لتكونَ أجسامكم مهّيأةً لتحمُّلِ اليوم الدراسي الذي يتطلّب الحيويّةَ والنشاط، وتكون أذهانكم مستعدّةً لتقبّل المعلومات الجديدة والمتنوّعة.
ثانياً: راجعوا المعارفَ الأساسية مع آبائكم وإخوتكم؛ كمراجعة واستذكار جدول الضّرب وعواصم الدّول الإسلامية وحدودها البريّة والبحريّة والثروات الموجودة فيها والحيوانات التي تعيشُ فيها... والهدف من ذلك تمرين الذّهن لاستيعاب المعلومات الجديدة...
ثالثاً: لا تبالغوا في شراءِ الحقائب غالية الثّمن والدفاتر ذات الأوراق الملوّنة والأغلفة الفاخرة لكي لا تُرهقوا آباءَكم في دفع الأثمان الباهظة، فحلُّكم للواجبِ بالشكل الصّحيح وتحرّي الخطّ الجميل يزيّنُ صفحةَ الدّفتر العاديّ، ولكنّ الواجبَ إذا ما حُلّ بطريقة خاطئة، وبكتابةٍ لم تُراعَ فيها قواعدُ الخطّ الصّحيحة فإنّ ثمنَ الدّفتر مهما كان باهظاً فلن يجعلَ الواجبَ مقبولاً في نظر المعلّم... فالله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالاعتدال وعدم التّبذير والابتعاد عن المفاخرة..
رابعاً: تفاءلوا بالصّف الجديد وبالمرحلة الجديدة التي انتقلتم إليها، وابذلوا قُصارى جهودكم لتكونوا من المتفوّقين، وثقوا تماماً أنّ الله سوف يُعينكم...
خامساً: ابدؤوا العام الدراسيّ الجديد بدايةً صحيحة؛ فمن كانت لديه عادة سلبيّة في الأعوام السابقة فليُقلع عنها، فبعض الطلاب هداهم الله يتأخرون في الحضور إلى الدّرس، ولا يهتمّون بنظافة كتبهم ودفاترهم وملابسهم، ويعبثون في مرافق المدرسة فيشوّهون المقاعدَ وجدرانَ الفصل بالكتابة عليها، والبعض الآخر –هداهم الله- يتعالى على زملائه في الصف، ويثيرُ الفتنَ بينهم
فالطالب المجدّ والمنظم والخلوق يحبّه الله ورسوله ووالداه ومعلموه وزملاؤه وأهل الحيّ وجماعة المسجد... فأتمنى عليكم أن تكونوا من الطلاب المحبوبين...
سادسا: واظبوا على حلّ الواجبات، وقراءة الدروس أولاً بأول ولا تؤجّلوا عمل اليوم إلى الغد، حتى لا تتراكمَ عليكم الدروس، وتكثُر عليكم الواجبات فذلك يؤدي إلى ضعف مراتبكم الدراسية.
سابعا: كونوا إيجابيين في المدرسة تشاركون في النشاطات الرياضية والثقافية، واعلموا أنّ المدرسة هي بيتكم الثاني، فزيّنوا فصولَكم برسومكم الهادفة وخطوطكم الجميلة...
ثامنا: من كان لديه تقصير في مادة من المواد في العام المنصرم فليبذل جهده وليُكثر من سؤال المعلم، وسيجد المعلم متفاعلاً معه راغباً في مساعدته، فالمعلمون يحبّون الطالب المجدّ ويبادرون إلى مساعدته....
تاسعا: المكتبة هي منبع العلم والثقافة؛ فوثّقوا علاقاتكم بها، وأكثروا من زيارتها لتكونوا طلاباً مثقّفين يفوزون في المسابقات الثقافية على مستوى المدرسة، ويشاركون في نهضة أمتهم...
عاشرا: تفاعلوا مع حصّة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزيّة بشكل جيّد فهما أداتان من أدوات التطوّر العلمي والتقنيّ...
حادي عشر: المعلمون يوضّحون لكم المفاهيم في الرياضيات والفيزياء وغيرها، ويشرحون الدروس فضلاً عن كونهم قدوةً لكم في سلوكهم ونُبل تعاملهم معكم.. فأطيعوهم، وأعينوهم على تبليغ رسالتهم السّامية...
ثاني عشر: لا تجرحوا شعورَ زملائكم بالتفاخرِ بحسن ألبستكم وقوة أجسامكم وجمال بيوتكم وسياراتكم، فقد يعاني أحدُ زملائكم نقصاً في النظر أو في السّمع، ولربّما كان الثالث يتيماً والرابع من أسرة فقيرة والخامس يعاني مرضاً مُزمِناً.... فعاملوا زملاءكم بلطف ومحبّة...
ثالث عشر: النّصيحةُ سلوكٌ محبّب فإذا بَدَرَ من أحد زملائكم سلوكٌ سلبيٌّ فسارعوا لتنبيهه، وكرّروا النّصيحة بأسلوب طيّب، وكونوا واثقين من أنّ الله سيعينُه على ترك هذا السلوك ولكم الأجر والثواب الجزيل...
رابع عشر: لا تسرفوا باستخدامِ الماء عند الشّرب أو الوضوء، وإياكم والتّدافع في الأدراج عند النزول إلى الفسحة أو عند الانصراف؛ فكم من طالبٍ تكسّرت أسنانُه، وكم من طالب كُسرت أنفُه بسبب التّدافع...فحذارِ حذارِ من العجلة...والتزموا الأناة تَسْلَموا بإذن الله..
خامس عشر: إنّ حارسَ المدرسةِ وسائقَ الحافلةِ وعاملَ النّظافة أناسٌ يقومون بأعمالٍ طيّبة تجعلُ مدارسكم آمنةً ونظيفةً، فعاملوهم باحترام وتقدير؛ لأنّ الإسلام علّمنا أن نعامل الناس جميعاً معاملة طيبة .
سادس عشر: لا تُحضروا الألعاب الإلكترونية والجوالات إلى المدرسة لأنها ستشغلكم عن دروسكم فضلاً عن كون ذلك مخالفاً لنظام المدارس
سابع عشر: تحرّوا الصّدق دائماً، ولا تلجؤوا للكذب أو المواربة مع آبائكم أو معلميكم عند نسيان أحدكم واجبه أو حفظ ما كُلّف به؛ فعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الصِّدقَ يَهْدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجُل ليَصدُقُ حتَّى يُكتبَ عند الله صِدِّيقاً، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ كَذَّاباً)) متّفق عليه.
ثامن عشر: إذا نسيَ أحدُ زملائكم أدواته فأعيروه من أدواتكم، وكونوا متعاونين فالتعاون مزيّة طيّبة وخلق نبيل...
وفي الختام أتمنى لكم أبنائي الطلاب عاماً حافلاً بالنجاح والتوفيق، ومعطّراً بنسائم التفوق المباركة وأوقاته الرائعة...
محمد عبد الله
وكيل التعليم بالفيوم
إضافة تعليق جديد