رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 10:00 م توقيت القاهرة

عفة الفقراء

همسات نانا

بقلم/ نانا المصرى

ليس كل من لبس الحرير أمير وليس كل من نام بدون سرير فقير.

فكم من جسد تخفى تحت الحرير حقير وكم من فقير بدون سرير قدير.

فالفقر يغرق صاحبه فى دمعة ولكنه يمحو الدمعة حين يرى الغنى يمشي بلا قدمين.

فلعلك أيها الفقير وجدت عزة نفسك فى العمل دون أن تحتاج لبشر فقدوا معنى الضمير والإحسان...

حقٱ المال يستر رذيلة الأغنياء والفقر يغطى فضيلة الفقراء...

فلا يستطيع الفقر إذلال النفوس القوية ولا الثروة تستطيع أن ترفع النفوس الدنيئة...

وكما قال الله عز وجل ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) صدق الله العظيم..

وكما قال إبن عربى ( علة الفقير فينا علة الزمن )...

ومن رسولنا الكريم نجد العبرة ونتعلم فقد قال رسولنا الكريم ( ما أكل أحد طعامٱ قط خيرٱ من أن يأكل من عمل يده وإن نبى الله داوود كان يأكل من عمل يده ) 
صدق رسولنا الكريم...
فالنعلم أن الأيام لا تثبت على حال فتارة فقر وتارة غنى وتارة عز وتارة ذل تارة نفرح وتارة نحزن...
فالفقر فى الوطن غربة ..فطوبى للفقراء فبفضلهم يمكننا أن نتقرب الى الله ...

حقٱ أن الفقر أسوأ أشكال العنف النفسي والفقر والحرمان هما مدرسة كل من يريد التعلم ...

الفقر قميص من نار يأكل من عزة النفس ولكن لا يمحى الكرامة وليل الفقير طويل ...

وكما قال الشاعر محمود سامى البارودى:
ولا تحتقر ذا فاقة 
فالربما رأيت به شهمٱ 
فرب فقير يملأ القلب حكمة

وكما قال الشاعر أحمد بك شوقى :
ومن يخبر الدنيا ويشرب من كأسها 
يجد مرها فى الحلو والحلو فى المر 

ولنا فى  كلمات أصحاب سيدنا محمد ما نصبو له ونتعلم
فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب :
لو كان الفقر رجلٱ لقتلته..

ونجد آل البيت كلهمو من الفقراء وقد اطلقوا عليهم أهل الصوفة
وهم من زهدوا فى متاع الدنيا واختاروا رضا الله وحسن الخاتمة وجنة عرضها السماوات والأرض...
ومنهم الملقب بسلطان العاشقين (إبن الفارض )
وكان من أكبر علماء مصر وزهد فى منصبه كقاضى القضاة وإعتزل الناس وإنقطع إلى الله فوجد فى الزهد راحة من قساوة البشر ...
فعندما يبلغ الفقر بالناس وعندما يثقل عليهم البؤس ومهما يتسلل إليهم الضيق فإن فى فطرتهم شيئٱ من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه ....

(((( عزة النفس ياسادة)))))

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.