اغلبنا كان يطيل النظر بوجه صاحبه او اقرب شخص اليه عندما كنا نتابع منتخبنا امام تايلند ومن ثم امام فيتنام وقبلها وتقريبا طيلة ايام التصفيات التي كانت اصعب مرحلة تمر على الكرة العراقية. كأنه الكابوس بكل تفاصيله ولحظاته يمر ثقيلاً في زمن لايحتسب من عمر الكرة العراقية التي احتضرت كثيراً قبل ان نجد انفسنا متأهلين بطريقة عجيبة عندما فقد منافسونا القدرة على اكمال الطريق وقدموا الهدية تلو الاخرى وفسحوا الطريق لهدف مهند عبد الرحيم الذي كان كافياً ليضع العراق ضمن قائمة الملتحقين. لم تكن ايام كرتنا مثالية منذ سنوات طويلة ولكن ماحصل هذه المرة خلق حالة قلق وخوف كبيرتين بعد ان وجدنا انفسنا نعاني امام فرق لاتملك رصيداً وافراً في خزانتها ولاتعني شيئاً على خارطة الكرة الاسيوية. نعم نحترم الجميع وهذا واجب ولكن من اين نأتي الى حقيقة ماجرى ؟ من اين نبدأ وقد وصلنا الى اليوم الذي نخشى فيه فيتنام وتايلند ونمنى النفس بهدف وتهرول انظارنا الى الوقت وننتظر الصافرة لعلها تنقذنا من مأزق وكارثة. دول الجوار باتت تحاورنا بصوت عال وكذلك دول الشرق الاسيوي واذا ما راجعنا حساباتنا بسرعة مليون جيجا بايت في الثانية سنخسر الكثير ونتحسر على كاس الخليج لا على الوصول على بطولة اسيا. لاعبونا فقدوا ميزة اللعب مثل اي منتخب اخر وكأن هناك ثقل وقيد بارجل كل واحد منهم ، نعاني من التحضير والتسديد والاختراق واللعب على الاطراف واذا ماحصلت جملة تكتيكية فهي تأتي بعملية قيصرية وشاقة. باختصار هناك صعوبة كبيرة في اللعب الجماعي وهناك نسبة ضئيلة في التفاهم وحالة لا انسجام تكاد تفضح الاداء عموماً. وصلنا الى الاهم في نظر البعض على اعتبار ان التصفيات بحاجة الى فوز بعيد عن الجمالية وكأن الفريق الذي لا يقدم في التصفيات سيتحول بعصا سحرية الى اعصار اشبه باعصار كايتي او موجة حلزونية تضرب كل من يتجرأ على المواجهة !! هذا هو الجهل بعينه فاذا ما تعامل المدرب ومن بعده اللاعبون والاتحاد مع اية مباراة كانت على انها اختبار للقدرات والتحضيرات والامكانات فاننا نعبث بالتاريخ. في اكثر من مناسبة ادرك كل المعنيين بكرة القدم في العراق ان هذه اللعبة هي الوحيدة التي تسهم في التئام الجروح لانها تجمع ولاتفرق ولكن حتى هذه الفرصة تكاد تكون عقبة في احيان كثيرة. واخيراً تأهل منتخبنا الوطني الى الاستحقاق الاسيوي وقطعنا نصف المشوار الى روسيا والطريق لايزال غير معبد وحالة الاستقرار النفسي والبدني لدى لاعبينا لاتؤهل منتخبنا للعب بجوار الكبار واضافة شئ جديد الى انجاز عام 1986 وهذا يعني ان الاتحاد العراقي بحاجة الى ايجاد الحل لمشكلة المدرب ومن ثم المحترفين والتفكير بمرحلة اعداد اكثر مثالية. دعوة للنظر بما حصل واعادة منتخبنا الى الطريق الصحيح فمنتخبنا وبدون زعل بات منزوع الدسم !
إضافة تعليق جديد