رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 1 ديسمبر 2025 6:41 م توقيت القاهرة

عناية المرء بسنن الفطرة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، أحمده جلّ في علاه بمحامده التي هو لها أهل، وأشكره جل وعلا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وآلائه ونعمه التي لا تستقصى، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد يا عباد الله يقول رسول الله صلى الله وسلم عليه " إن الله جميل يحب الجمال " وإن قول نبينا المصطفي عليه الصلاة والسلام عن الله جل في علاه إنه " إنه يحب الجمال " أي ينتظم شرع الله كله ودينه أجمعه، فيتناول قوله عليه الصلاة والسلام " يحب الجمال " أن يجمّل المرء قوله وقلبه وجوارحه وأعماله وفعاله، فيجمّل قلبه بالإيمان وزينته وصلاح القلب وطمأنينته وأعظم ما تجمّل به القلوب.
وتزين الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، حيث قال الله تبارك وتعالى " ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينة في قلوبكم " كما أن القلوب تجمّل وتزين بالأعمال القلبية الزاكية الطيبة من المحبة والرجاء والخوف والتوكل والإستعانة وغير ذلك من أعمال القلوب الصالحة الزاكية، كما أن القلوب تزين بإبعادها عن أمراض القلوب وأسقامها من سخيمة وضغينة وحقد وحسد وغير ذلك، فإن وجود هذه الأعمال والأوصاف في القلوب يتنافى مع ما ينبغي أن تكون عليه القلوب من جمال، ومن الجمال الذي يحبه الله تعالي هو تجميل المنطق وتزيين اللسان بأطايب الكلام وأحسن الحديث، فذكر الله عز وجل تسبيحا وتحميدا وتكبيرا وتهليلا، وتلاوة لكلامه جل في علا، وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، ودعوة إلى الله تعالي، وتعليما للخير كل ذلك من جمال اللسان وزينته.
وكما أن الجوارح تتزين وتتجمل بما يحبه الله من الأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات، وأعظم ذلك عباد الله جمالا في العبد وحسنا هو المحافظة على مباني الإسلام، فالصلاة جمال والصيام جمال، والحج جمال، وزكاة المال جمال، وكل طاعة تتقرب بها إلى الله جل في علاه فهي حسن وجمال يحبه الله سبحانه وتعالى من عباده، وكما أن من عظيم الجمال وحسنه وطيّبه أن يتجمل المرء بالأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة والمعاملات الطيبة، فإن شريعة الإسلام شريعة الأخلاق والآداب فكلما كان العبد أعظم محافظة على الأخلاق والآداب التي جاءت بها شريعة الإسلام كان ذلك أبلغ في زينته وجماله، وإن من الجمال أن يبتعد المرء عن الحرام والآثام، فإن الحرام والآثام والمعاصي والذنوب تُفقد المرء جماله وزينته وحسنه وبحسب وقوع العبد في المعاصي والذنوب.
يفقد المرء من الزينة والجمال بحسب ما إرتكب من العصيان وإقترف من الآثام، وإن من الجمال الذي يحبه الله عناية المرء بسنن الفطرة التي بيّنها الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن إزالة الشعور المكروهة كنتف الإبط وحلق العانة وجز الشارب وكذلك قلم الأظفار ونحو ذلك من سنن الفطرة وكل ذلكم من جمال المرء وزينته ومما يحبه الله تبارك وتعالى من عباده المؤمنين، وجمّلنا الله أجمعين بالإيمان وزيّننا بزينة الإيمان وأصلح لنا شأننا كله وهدانا إليه صراطا مستقيما، واعلموا أنه عندما تختل الفطر ويطاع الشيطان وتتبع النفس الأمارة بالسوء يرى المرء حسنا ما ليس بالحسن، واعلموا أن من جمال الرجل لحيته بأن يعفيها كما أمره بذلك رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ولذا يروى عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول في حلفها "والذي زيّن الرجال باللحى"
وليس من الجمال في شيء بل هو من تمام القبح وفظاعته أن يكون العبد متكبرا على الحق متعاليا على الخلق، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام " الكبر بطر الحق وغمط الناس " أما بطر الحق فهو رده، وأما غمط الناس فهو ازدراءهم وإنتقاصهم وإحتقارهم وهذا كله صنيع يتنافى مع الجمال تمام المنافاة، فما أعظم الجمال وما أعظم التقرب إلى الله بالجمال وإنا لنتوسل إلى الجميل الذي يحب الجمال سبحانه وتعالى أن يجمّلنا أجمعين بما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال وأن يزيّن قلوبنا بالإيمان وجوارحنا بطاعة الرحمن وأن يصلح لنا شأننا كله وأن يعيذنا من النفس الأمارة بالسوء ومن الشيطان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.