بقلم/هبة المنزلاوي
عندما كنت صغيراً كانت الحياة تلمع في عينيّ دون شوائب تمحو ابتسامتي، كنت لا أرى غير أسرتي الصغيرة التي تحنو على روحي عندما تسمع بكائي لا أدرك أن الحياة مليئة بوحوش الغابات وأن الحزن فيها يخيم على كل دار مهما وصل صوت ضحكاته فكنت أتجول بين الزرع والأشجار وألعب مع أصدقائي، كان صِغرُنا هو لؤلؤة الأيام، لحظات بريئة لا تعرف الأحقاد ،،قلوب صافية تبحث عن أبسط الأشياء وتصنع سعادتها من بعض الموجودات الصغيرة لو جاء العيد علينا وأخذت الأقارب تتبادل الزيارات، نجلس وننتظر عيدية الأعياد ،كانت الأشواق تزين الأرواح وتطغو على الوجود محبة الحياة، وكانت المودة بين القلوب هي معنى اللحظات تمر علينا الليالي ولا نخشى غير النوم بمفردنا ،ربما كانت الحياة وردية في أعيننا ولا نراها إلا من منظور براءتنا عندما كبرنا وتحركت بنا الحياة ،ونضجت عقولنا وبدأ القلب يحب ويكره، والروح تشتهي وتنفر منذ هذه اللحظة عندما علمنا بواقع الحياة ،أخذت أرواحنا تطير بعيداً باحثة عن النقاء وكأنها فقدت أحد أبنائها ،صدمنا بعالم ملييء بالتناقضات واكتشفنا سر البقاء،، يتقاتل القوي والضعيف على الحياة، فالوجود رحلة يلزمها مقاتل لا يخشى المخاطرة ولا يهزمه الخوف ؛فالاستسلام طريق الانهيار ولو عجزت النفس عن المقاومة ما لها من بقاء.
إضافة تعليق جديد