رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 12 أكتوبر 2024 3:14 م توقيت القاهرة

عيد صالح..الحلقة ...23.. قصص ابطال حافظوا على الوطن

من ذكريات سيادة اللواء علي عثمان بلتك في حرب الاستنزاف
أحد ابطال الجيش المصري و الصاعقة و المجموعة 39 قتال
قصف مصنع النحاس 19/10/1969:
يقع مصنع النحاس بمنطقة (تمناع ) شمال مدينة ايلات وهو مصنع كبير ويقوم بخدمة الانتاج الحربى الاسرائيلى. ونظرا لاهمية المصنع الاستراتيجية فقد قام العدو بانشاء هدف هيكلى بعيدا عن المصنع بحوالى 2,5 كم يضاء بالانوار ليلا فكانت دوريات المنظمات الفدائية الفلسطينية تقصف ليلا الموقع الهيكلى بدون اى تأثير على الهدف الحقيقى, هذا بالاضافة الى اجهزة الانذار المكتظة حول المصنع.
قمت خلال الفترة 27 - 29 /9 /69 بدورية استطلاع مكونة من 5 افراد : ملازم اول فلسطينى سليمان حلس والرقيب الفلسطينى صالح الحواجرى وآخرين من قوات عين جالوت وتم استطلاع الهدف جيدا ليلا ونهارا وتم تحديد اسلوب التعامل معه.
فى آخر ضوء يوم 17/10/69 تم تلقين الدورية بالمهمة وبخط السير ومكان الهدف على ان تتكون الدورية من 8 افراد وعدد 12 صاروخ 130 مم وحضر التلقين الرائد ساهر لاشين من مكتب المخابرات الحربية بالاردن والرائد ماهر خليفة من مكتب المخابرات العامة بالقاهرة (كان فى ذلك الوقت فى الاردن).
تم التحرك من قاعدة معان جنوب الاردن ...و كان احد قادة منظمة فتح ( الحاج اسماعيل) قد عرف عن طريق قيادة عين جالوت بموعد ومكان الدورية. فابلغ احد الضباط الفلسطينيين الذين يعملون بالجيش الاردنى والمكلف بالعمل فى قطاع العقبة عن طريق تحركنا ليساعدنا ويبعد كمائن ودوريات الجيش الاردنى عن طريق تحركنا لتسهيل مهمة عبورنا الى ارض العدو.
وعند وصولنا مساء يوم 19/10/69 الى منطقة التجهيز التى حددتها فى دورية الاستطلاع فوجئنا بكمين من القوات الاردنية فى انتظارنا وعلى الجهة المقابلة كمين من القوات الاسرائيلية بما يؤكد التنسيق التام بينهما !
جربنا ان نهدد الدورية الاردنية بالقاء قنابل يدوية عليهم بلا جدوى فعرضنا عليهم رشوة مالية ليتركونا لاستكمال المهمة الا انهم رفضوا, وفى تلك الاثناء قمت بالاختباء و اخفاء 3 قواعد صواريخ وفردين معهم وابلغت الملازم اول سليمان حلس بتسليم نفسه للقوات الاردنية حيث كانت القوات الاسرائيلية على مسافة 100 متر من تواجدنا.. انصرفت القوات الاردنية بعد القاء القبض رجال دوريتنا( 5 افراد) بالمعدات والصواريخ ( 9 صواريخ) , فقمت مع الفردين الباقيين بتجهيز الصواريخ الثلاثة على مصنع النحاس وتم اطلاقهم فتم تدمير الجزء الشمالى من المصنع واحداث حرائق (واعترف العدو بالعملية ). فرجعت القوات الاردنية والقت القبض علينا وتم تجميع المجموعة الاولى ثم المجموعة الثانية فى مكان منخفض (صحن) تحرسنا 4 عربات مدرعة اردنية موجهة نيرانها علينا وتم تهديدنا باطلاق النيران علينا, ان لم نسلم اسلحتنا الشخصية, وكان التحقيق والمباحثات تتم مع ملازم اول الفلسطينى سليمان حلس حتى لايتم معرفة شخصيتى كضابط مصرى, ولكنه كان يحضر الي فى كل مرة ليأخذ رأي وتأكد للقوات الاردنية ان هناك قائد آخر يصدر التعليمات غير الملازم اول حلس. وكانت الامطار غزيرة
جدا كالسيول تنهال علينا وتركونا 36 ساعة بدون طعام او شراب ولم نستسلم لهم..
لم نسلم اسلحتنا وكنت على استعداد لاستخدام القوة لو حاولوا استخدام القوة معنا لانتزاع اسلحتنا.
وبعد اتصالات مع قادة منظمة فتح تم وضعنا فى سيارة لورى مكشوفة اوصلتنا لمسافة 100 كم بعيدا عن المنطقة ثم اتصلنا بقواعدنا فى منطقة الطفيلة وبعد عشر ساعات وصلت الينا سيارة اقلتنا الى قواعدنا.وهكذا لم تنجح الدورية كما كنت اتمنى لافشاء سرية الدورية عن طريق احد القادة العاملين معنا من قوات عين جالوت. وقد بيت النية على ان اقوم بتنفيذ هذه الدورية وقصف هذا الهدف الاستراتيجى الهام بطريقة اخرى وتكتيك جديد يحقق اكبر نجاح للعملية

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.