رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 سبتمبر 2024 5:36 ص توقيت القاهرة

عيد صالح افتح ياسمسم...البالونات الحمراء

صباحَ العيد.. اشترى سامرٌ، بالوناً أحمرَ، وطار إلى البيت، فرحاً مسروراً..‏ 

سألَتْهُ أخته سمر:‏ 

-ماذا اشتريْتَ يا سامر؟‏ 

-اشتريْتُ بالوناً أجملَ من بالونِك.‏ 

أخرج سامرٌ البالون، وضعَ فوهته على فمه، وبدأ ينفخ فيه..‏ 

أخذ البالون يكبرُ، شيئاً فشيئاً..‏ 

صار مثلَ بطيخةٍ ملساء.‏ 

مازال سامرٌ ينفخُ، وينفخ، وينفخ..‏ 

تألَّمَ البالونُ، وقال:‏ 

- كفى نفخاً يا سامر!‏ 

- ولمَ؟‏ 

- لأنّكَ تؤلمني كثيراً.‏ 

- سأجعلكَ أكبرَ من بالون سمر.‏ 

- ولكنَّني لم أعدْ أحتمل.. يكادُ جلدي يتمزَّق!‏ 

- لا تخفْ، إنِّهُ ليِّن.‏ 

قالت سمر:‏ 

- سينفجر بالونكَ يا سامر!‏ 

- لماذا؟‏ 

- لأنّ الضغط الكثير، يُولِّدُ الانفجار‏ 

- أنتِ زعلانة لأنَّ بالوني أصبح كبيراً.‏ 

- لستُ زعلانةً، أنا أنصحكَ.‏ 

- لن أسمعَ نُصْحَكِ.‏ 

نفخ سامرٌ نفخةً جديدة، فدوَّى أمامَ وجهِهِ، انفجارٌ شديد..‏ 

ارتجف جسمُهُ، وانتابَهُ الذعر.‏ 

لقد انفجر البالون!‏ 

قعدَ سامرٌ، نادماً حزيناً، يرنو بحسرةٍ، إلى بالون سمر..‏ 

قالت سمر:‏ 

-أرأيت؟.. لم تصدِّقْ كلامي!‏ 

قال سامر:‏ 

-معكِ حقٌّ، لقد حمَّلْتُ البالونَ فوقَ طاقتِهِ.‏ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..‏ 

قال الممحاة:‏ 

-كيف حالكَ يا صديقي؟‏ 

-لستُ صديقكِ!‏ 

-لماذا؟‏ 

-لأنني أكرهكِ.‏ 

-ولمَ تكرهني؟‏ 

قال القلم:‏ 

-لأنكِ تمحين ما أكتب.‏ 

-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .‏ 

-وما شأنكِ أنتِ؟!‏ 

-أنا ممحاة، وهذا عملي .‏ 

-هذا ليس عملاً!‏ 

-عملي نافع، مثل عملكَ .‏ 

-أنتِ مخطئة ومغرورة .‏ 

-لماذا؟‏ 

-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو‏ 

قالت الممحاة:‏ 

-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .‏ 

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏ 

-صدقْتِ يا عزيزتي!‏ 

-أما زلتَ تكرهني؟‏ 

-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي‏ 

-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .‏ 

قال القلم:‏ 

-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!‏ 

-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .‏ 

قال القلم محزوناً:‏ 

-وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!‏ 

قالت الممحاة تواسيه:‏ 

-لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.‏ 

قال القلم مسروراً:‏ 

-ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!‏ 

فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.