صباحَ العيد.. اشترى سامرٌ، بالوناً أحمرَ، وطار إلى البيت، فرحاً مسروراً..
سألَتْهُ أخته سمر:
-ماذا اشتريْتَ يا سامر؟
-اشتريْتُ بالوناً أجملَ من بالونِك.
أخرج سامرٌ البالون، وضعَ فوهته على فمه، وبدأ ينفخ فيه..
أخذ البالون يكبرُ، شيئاً فشيئاً..
صار مثلَ بطيخةٍ ملساء.
مازال سامرٌ ينفخُ، وينفخ، وينفخ..
تألَّمَ البالونُ، وقال:
- كفى نفخاً يا سامر!
- ولمَ؟
- لأنّكَ تؤلمني كثيراً.
- سأجعلكَ أكبرَ من بالون سمر.
- ولكنَّني لم أعدْ أحتمل.. يكادُ جلدي يتمزَّق!
- لا تخفْ، إنِّهُ ليِّن.
قالت سمر:
- سينفجر بالونكَ يا سامر!
- لماذا؟
- لأنّ الضغط الكثير، يُولِّدُ الانفجار
- أنتِ زعلانة لأنَّ بالوني أصبح كبيراً.
- لستُ زعلانةً، أنا أنصحكَ.
- لن أسمعَ نُصْحَكِ.
نفخ سامرٌ نفخةً جديدة، فدوَّى أمامَ وجهِهِ، انفجارٌ شديد..
ارتجف جسمُهُ، وانتابَهُ الذعر.
لقد انفجر البالون!
قعدَ سامرٌ، نادماً حزيناً، يرنو بحسرةٍ، إلى بالون سمر..
قالت سمر:
-أرأيت؟.. لم تصدِّقْ كلامي!
قال سامر:
-معكِ حقٌّ، لقد حمَّلْتُ البالونَ فوقَ طاقتِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..
قال الممحاة:
-كيف حالكَ يا صديقي؟
-لستُ صديقكِ!
-لماذا؟
-لأنني أكرهكِ.
-ولمَ تكرهني؟
قال القلم:
-لأنكِ تمحين ما أكتب.
-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
-وما شأنكِ أنتِ؟!
-أنا ممحاة، وهذا عملي .
-هذا ليس عملاً!
-عملي نافع، مثل عملكَ .
-أنتِ مخطئة ومغرورة .
-لماذا؟
-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو
قالت الممحاة:
-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:
-صدقْتِ يا عزيزتي!
-أما زلتَ تكرهني؟
-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم:
-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً:
-وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:
-لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:
-ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
إضافة تعليق جديد