بقلم مصطفى سبتة
إليك ما شاهدت عيني من العجب
في مسرح ماح بين الجد واللعب
خافوا به أن تقوم الأسد واثبة
حتى بنوا حاجزا فيه من الخشب
وحصنوه من الأعلى بمشتبك
من الحبال جديل غير منقضب
به الأسود زتمطى في مرابضها
والنمر يخطر بين الخوف والغضب
والذئب يبصر جدى المعز مقتربا
منه فيرجع عنه غير مقترب
أما الكلاب فجأت وهي كاسية
يرقصن منتصبا في إثر منتصب
قامت على أرجل تمشي معلمة
مشي المليحة في إبرادها القشب
تخشى مؤدبها والصولجان له
في الكف فرقعة كالرعد في السحب
ترنو إليه بعين الخوف فاعلة
ما كان يصدر من أمر ومن طلب
وكانت الأسد تجري في طاعتها
مجرى الكلاب بحكم الخوف والرهب
كأنما الليث لم يخلق أخا ظفر
محدد الناب قذافا إلى العطب
شاهدت مشهدا بدعا علمت به
أن الغرائز لم تطبع على الشغب
وأن ليث البرايا الشرى ما صيغ مفترسا
لكن أحالته وفراسا يد السغب
وكم من الناس من راح مندفعا
بدافع الجوع نحو القتل والسلب
وإن تربية الإنسان يرجعه
أكسيرها وهو من ترب إلى الذهب
هذا إذا حسنت أما إذا قبحت
فالمندلي بها يمسي من الحطب
فكل ما هو في الإنسان مكتسب
فلا تقل شيء غير مكتسب .
إضافة تعليق جديد