لكل منا شخصية تكون مثله الأعلى وقدوته في هذه الحياة ، فنحن نملك أفضل وأعظم قدوة وأسوة حسنة للمسلمين بل وغيرهم ، إنه أفضل الأنبياء المرسلين قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُول الله أُسْوة حَسَنة لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوم الآخر وَذَكَرَ الله كَثيراً ) الأحزاب 21 .
لقد كان رسول الله صورة حية لأخلاق وتعاليم الإسلام السامية ، فهو أفضل معلم وأعظم قدوة في تاريخ البشرية كلها ، حيث كان عليه أفضل الصلاة والسلام يشارك أصحابه العمل ، بل ويتشاور معهم في أمور الدعوة وفي الحروب ويأخذ بالرأي السديد دون التفريق بينهم ، وخير مثال غزوة الأحزاب والأخذ برأي سلمان الفارسي .
كلها أحداث زرعت الثقة بين الناس بعضهم البعض والطمأنينة ، فزال من المجتمع البغض والكراهية وحل الوئام والمودة ، واتضح ذلك في إتباع الصحابه له وهذا ما عزز "المجتمع الرسالي " وقتها ، وقدموا نجاحات مبهرة على الصعيد الفردي والجماعي والحضاري والسياسي والعسكري والإجتماعي ، آثار كثيرة ذات معاني وفيرة تأمرنا بالاقتداء به والمشي على نهجه ، وكتب السيرة حافلة بالصفات الحميدة .
أمور كثيرة وفتن هائجة وأمواج متلاطمة ، نعيشها في الوقت الحالي تتوه فيها كلمة الحق حتى يصل الباطل إلى حيث ينبغي أن يصل الحق ، في الوقت نفسه تتزاحم القدوات المزيفة المصطنعة لتضليل الناس وتزيين السوء ، وقد أسهم الإعلام في صناعة تلك القدوات الفاسدة ، وسلك أقصر الطرق لهدم الإصلاح والتغيير للأفضل .
تكثر الأخطاء وتكثر التجاوزات وتحل الرذيلة محل الفضيلة ، والوحشية محل الرحمة ، يزداد الإرهاب والقتل ، ينتشر الفقر ومتاجرة الأعضاء ، وغيرها الكثير من المساوىء - التي لابد من وضع دراسات ومناهج للعمل على إيجاد حل لها بالفعل والسلوك مع القول - كلها نتاج غياب أخلاق وقيم رسول الله ، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إضافة تعليق جديد