هالني ما رأيته صباح اليوم ، لسيدة الحزن يفيض من قلبها ليغرق مقلتيها بالدمع ، هذه هى الأم في كل الأزمان نبع من حنان ، حينما يقسوا عليها أحد أبنائها أقصى ما تفعله أن تلعن بطنها التي حملته ! حتى في غضبها لم تقم بالدعاء عليه .
حينها تطايرت الكلمات من ذهني ، فماذا أقول لقلب موجوع يتألم مستند على أرجل تحمله عن الأرض للحظات ، ربما يسقط بعدها في ثواني ، احتضنتها بشدة من غير كلمات ، ربما يستطيع جسدى امتصاص الحزن من قلبها المحترق ولو لدقيقة .
فاجئتني بسؤالها بعد أن امتدحت أخلاقي ، قائلة " كيف ربتك والدتك ؟ " ، لا أنكر حقاً أربكني سؤالها ، فابتسمت قائلة لا أعرف ولكني أتمنى أن يحبوني أبنائي يوماً نصف حبي لها ، فقالت وأنا كنت أتمنى أن يكون لي ابنة مثلك ، تركتها وظل السؤال يتردد في عقلي ، ماذا فعلت أمي ؟؟ .
كل ما أملكه الآن هو حصاد تلك التربية ، ثمرة تعبها معي ومع اخوتي ، فمنذ طفولتي أراها تقوم بمجهود خرافي لا يتحمله جسدها الضعيف ، من إدارة شئون البيت وتربيتي أنا واخوتي ورعاية جدتي رحمها الله غير مهامها كزوجة إلى أن أصبح الحمل ثقيلاً وصارت لنا أم وأب .
ربما تختلف شخصيتي عنها كثيراً ، هى أكثر طيبة وملائكية ، أعظم ما صنعته أنها شكلت بداخلي ضمير يعرف الله ، وإيمان بأن البشر ليسوا السند إنما باب الله هو باب لن يغلق أبداً ، والآن لا أعلم وأنا أم أستيقظ في الصباح منهكة ، من أين حصلت أمي على الوقت والمجهود والمثابرة في الحياة !
لا شك أن الحديث عن الأم لن ينتهي وما أكثره هذه الأيام ، فجميعنا يسطر ما يحمله قلبه تجاه أمه ، من عبارات منمقة بكلمات فضية ، ليضعها قلادة في عنق من توضع الجنة تحت أقدامها ، ورسالتي إلى أمي : شكراً لكل يوم من عمرك استثمرتيه في بناء عمري أنا ، أحبك كلما أعطتني الحياة يوماً جديداً أكثر .
إضافة تعليق جديد