رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 17 مارس 2025 2:19 ص توقيت القاهرة

فريدة حسب النبي تكتب : فراق الأحبة .. وحتمية الأمل

كعادتي كل ليلة بعد منتصف الليل أختلي بغرفتي ، أطيل النظر لسقفها ، أترسم به ثقب أنظر منه إلى السماء ، أتأمل الراحلون وكيف رحلوا وتركونا ، أتأمل أمور كيف يدبرها ربي للبشر ، نقاش يدور بيني وبين نفسي كلاهما متألم ، غريبة هى الحياة عندما يصاحبها فراق الأحبة.

لاشك أن جميعنا يكاد يقتله الألم عند فراق أحبائه ، ونظل نفكر هل يوجعنا حقاً أنهم اختفوا ، أم أننا نشتاق لرائحتهم ، أو الحقيقة أننا لم نحب أنفسنا بالقدر الكافي لبقائنا معها وحدنا ، نحتاج لوسيط يحبنا فيجعلنا نحب من نكون !

فالراحلون يتركونا ويختلعوا قلبنا ويقذفوه في مكان لا نعلمه ، ولكنهم يهدونا النضج على طبق من فضة بأن يمنحوك أن تتقوى ، وتستفيد من أحزانك و تأخذ منها القوة والصلابة لاستكمال الحياة ، بعد تفكيرك العميق بأن المقعد الخالي لم يملأه أحد ! ، كلها أفكار تشغل بال الكثير وربما تشتت عقول البعض وهم في وحدتهم .

فراق الأحبة أحياناً يجلب الشعوربالوحدة ، والوحدة مرض لا يقضي عليه دواء فعال سوى الونس والإيمان بالله وما يحدثه لنا ، تقول الكتب الفلسفية أن الإنسان محتوم عليه قدره وملزم أن يعيشه ، فمنا من يعيشه كما هو ومنا من يحاول تجميله كي يحيا بسعادة وهو المطلوب فعله .

إنها الإرادة والإصرار يتفقان معاً على ملىء حياتك بالمساحات الخضراء ، بعدما طغت عليها المساحات المزروعة بالوجع والحزن ، الإيمان بالقدر خيره وشره وبأننا كلنا لاحقون لمن سبقونا .

شدني ما تعرضت له "ماكسالين شنال " عند تعرضها لأزمة مريعة بعدها كتبت كتابها الشهير ( الشدائد تصنع الأقوياء : تحويل المحن إلى منح ) ترجمة ليلى النابلسي وهو مجموعة مبادىء وتمارين عملية تساعد في عبور ممر الفقدان ، فلن تندم بعد قراءته أعدك بذلك ، فهيا انتفض معي واصرخ في وجه الحزن بأن يتركنا ، ويترك بداخلنا ولو شبر نزرعه بالأمل ، أيها الحزن كفاك إغتيال لأيامنا .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.