تأمّل ما تراه لدى الأمـــــــم
فربّ العرش علّم بالقلـــــم
وعلّم بالبيان أصول فــــــقه
أنار الفكر فارتقت القـــــيم
ألم تر وقفة الأنثى انتـــصابا
وكيف تقدّمت كلّ الهــــمم
أبانت عن شهامتها صفات
تلقّنها الشّعوب من العــــجم
فوا أسفي على الأنثى لدينا
تعامل في المنازل كالــخدم
تأمّل في المحبّة والوئام
لدى الأطيار من صنف الحـمام
يعلّمنا الحمام بكلّ صدق
دروسا في المودّة والسّـلام
بفطرته اهتدى فبدا وفيّا
لإلفه في الحياة بلا كـــلام
وفي بحر الغرام تراه زوجا
كأنّ العشق منتــــــــجع الغرام
ألا يا أيّها الإنسان فـــيناحذاري
من مرافـــــــــــــقة اللّئام
ألفنا في تعلّمنا الحيلوذكر
الله قد ضرب المـــــــــــثل
نراوغ كالثّعالب كلّ يوم ونطمع
في الوصــــــــول بلا عمل
رمانا الضّعف خلف العصر حتّى
غدونا في الخلائق كالهمل
يمرّ بأمّتي الماضي فيبكي
بكاء عن فظاعة ماحصــــل
ونحن كما ترى قوم ضعاف
نعيش على التّستّر والوجل
لم الأنثى يقاومــــــها الذّكور
ونحن على الرّحى دوما ندور
أليست نصفنا جسدا وروحا
لــــــماذا يستبدّ بنا الغرور
نعنّفها ونطــــمع في هواها
وسوء الفعل يعقـــــبه النّفور
فلا التّأنيث ضعف في النّساء
ولا الذّكران كلّهم الصّـــــــقور
فكن دوما مع الأنثى لطيفا
فإنّ اللّطــف يتبعه السّــرور
نحبّ البربريّة في الرّجال
ونفخر بالــتّعالي في الخصـال
ونعتقد اعتقادا ظلّ وهما
بأنّ العنف مفـــخرة الرجال
وهذا في الحقيقة سوء فهم
ترسّخ في العقــول لدى البغال
تأمّل حالنا سترى شــــعوبا
من الغوغاء تعبـــث بالخـلال
تربّت في بيوت الظّلم ليلا
على قيم حوت ســـوء الفـعال
لم الأنثى تهان بلا سبب
لماذا يســــتخفّ بها العرب
يسيئ إلى كرامتها رجال
تربّوا كالوحوش على الغضب
ويحرمها الأقارب حقّ إرث
لأنّ الجهل كان هو السّـبب
وتمنع من تعلّمها وتبقى
أســــيرة بيتها ترجو الهـرب
وليست في الحقوق كما اللّواتي
بمجتمع التّحــضّر والأدب
أرى الأنثى بلا سبب تهان
ويؤذيها الـــتّحرّش واللّسان
تعامل في البيوت بلا احترام
كخادمة يلاحقــــــــها الــهوان
وتضرب إن أبت أن تستجيب
وتتّهم انتقــــــــــــاما أو تهان
وإن هرمت كأمّ أهــــملوها
وشرّدها بقـــــسوته الزّمـان
وما الأنثى سوى أمّ وزوج
وأخت في شريعتنا تــصان
أحبّ بـــــنيّتي حبّا جميلا
وأسعد حين تمنحني الجميلا
أحسّ بأنّها سكنت فؤادي
بحبّ في القـلوب غدا جليلا
حياة بنيّتي أحيت حياتي
فكانت زهرة فاحت عــليلا
تزوّجت القرنفلة اختيارا
وكان زواجـــها فعلا أصيلا
وشرّفت الأقارب والأهالي
لأنّ وفاءها ابتكر السّـــبيلا
سألت الله ربّ العالمــــينا
معاقبـة الرّجال الظّالمينـــا
يسومون النّساء أذى وخسفا
وشرّ النّاس من أضــحى لعينا
ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينا
بداء المــــــــشركين المارقـينا
فصــــــرنا أمّة من دون دين
لأنّ الدّين ينهى المســــلميـنا
ركبنا كلّ فعل مستــــــطير
وشيطننا التّـــــــخلّف أجمعـينا
دعوني أسأل العقلاء علما
ومن حازوا الهدى وعيا وفهمـا
لماذا حول أنفســـــنا ندور
وهل هجر الهدى كيــفا وكمّا؟
أليس الفاسدون هم الذّكور
ولو نطق الزّمان لصار حكما
نغالط في الحقائق دون فقه
وندلي بالذي قد ظلّ وهمــــــا
ونتّهم الأنوثة بالتّـــــــدنّي
ونحن السّاقطون هدى وعلمــا
إضافة تعليق جديد