في بيتنا مراهق

في بيتنا مراهق
بقلم : يسرى أحمد عباس
أخصائي الرشاقة و التغذية العلاجية
أهم فترة في حياة الفرد و معاناة الأسرة ، مرحلة ما بعد البلوغ ، المراهقة سواء للشاب أو الشابة ، متعبة ، قاسية و خطيرة .
يعبر المراهق عن انفعالاته بتطرف شديد.. فعندما يبدي احتياجه نجده حانقا ساخطا,, وعندما يفرح من شدة سعادة قد يصرخ ويضحك ويكاد ان يرقص وهكذا في كل انفعالاته ( مهرجانات).
وتتسم الانفعالات بالمبالغة فدائما حجم ردود الافعال لا تتناسب مع اسبابها... فأقل كلمة او تصرف قد يجرح مشاعره إذا ما ظنها تمس كرامته... و يسعد بشدة عندما يطرق احدهم عليه بكلمات امتنان .
ايضا الانفعالات في المراهقة تكون سطحية ومتقلبة...
فسرعان ما ينتقل من أي حالة إنفعالية إلي أخري سريعاً ... فقد تجده سعيد وسرعان ما يحدث أمر بسيط يغير مزاجه ويجعله حزيناً ومعظم التقلبات الإنفعالية هذة أسبابها عوامل ذاتية بسيطة... يعطيها المراهق هالة مبالغة من التعظيم .
الحالة الإنفعالية للمراهق تنعكس علي سلوكه فكثيراً ما يكون متذبذاً فلا نستطيع أن نصفه بأنه إجتماعي أو إنطوائى,, متدين أم غير متدين, مطيع أم معاند بل بحسب ما يقتضية الموقف ويبدو ذلك جلياً في النصف الأوّل من المرحلة لأنه لم يحدد بعد إتجاهاته وبالتدريج يختفي هذا التذبذب .
مسحة عامة من الكآبة تغلب سلوك بعض المراهقين وهذة المجموعة ساعات حزنهم قد تفوق ساعات فرحهم... وذلك لشعورهم بعدم تفهم الأهل والمجتمع لمتطلباتهم,..
تتسم إنفعالات المراهق بالعناد والتمرد... فيري نصائح الأسرة والمعلمين تدخلاً في شئونه الخاصة لا أكثر ورغبته في الأستقلال تدفعه إلى العصيان والتمرد .
ودائماً ما يكون المراهق مفرط الحساسية بالأخص في المناسبات الأجتماعية إذ يظن بأنه محط أنظار الجميع .
كثيراً ما يعاقب المراهق نفسه علي أخطاء أرتكبها بالفعل أو أخطاء توهم أنه إرتكبها... ويعتبر هذا من الميكانيزمات الدفعاية التي تلجئ إليها نفس المراهق لتحميه من عنف الرغبات العدوانية والجنسية المضطرمة داخله
و من أبرز سمات الحياة الإنفعالية في المراهقة أحلام اليقظة التي يجمح فيها لخياله منفصلاً عن الواقع وقيوده ليحقق ما عز عليه تحقيقه في الواقع .
أوقاته يشوبها الإضطراب و يصاحبها عواصف ورياح عاتية و ما علينا غير الإنتظار حتي تهدأ تدريجيا توقا إلى تلك الإشراقة الساكنة و لتنظرها أعينا بسلام علينا بتفهم تقلبات هذة الأنواء العاصفة التي تسبقها.. وسوء التصرف يزيد الأجواء أضطرابا ويعوق ما نتوق إليه من النسمات الهادئة.