في دوامة الحياة
نسينا أن نحيا الحياة التي تليق بنا..
أن نخرج من شرنقة التعب والوجع..
نلتقط أنفاس الفرح كل صباح؛
نسينا أن ننسى كل ما يشغلنا وأنهكنا في دوامة لا تنتهي من التفكر في أشياء تافهة..
أضعنا العمر فيها بلا فائدة.
في دوامة الحياة
كان علينا أن نفكر جيداً في الوقت...
تركنا الليالي تتسرب منا هباء،
لعبنا ولعبنا كثيراً..
شبنا ونحن نلعب وندرب الروح على اللعب والولوج بعالم خرب..
ودارت بنا الدائرة
ونفوسنا لا تزال حائرة متمردة .
في دوامة الحياة
نسينا الحياة
ورحنا نركض كالوعل في البرية خلف أوهام واحلام...
غادرنا الواقع المر لأجل مستقبل زاهٍ،
وأيامٍ لا نعرف كيف نحياها.
أرتدينا شرنقة في موسم الربيع،
فرفضنا أن نخلع في الصيف القائظ،
وقلنا هذه هي الحياة الرائدة.
في دوامة الحياة
فاتني أن أعيش الواقع بكل ما فيه من جمال وجلال وصبر ومرارة..
فاتني أن أمسك بيد حبيبتي
ولا افلتها مهما حصل..
فاتني الغناء مع الفراشات قرب النبع!!
وفاتني اللعب مع الصغار بالكرة،
وفاتني السهر طويلاً حتى مطلع الفجر،
وفاتني ان اقطف الزهر في الربيع
وأهديه للصبايا الجميلات..
فاتني ان اتسلق شجرة التوت
وفاتني الحب الكبيرحين أخلفت موعده.
في دوامة الحياة
نسيت رفاق الصغر
وزملاء العمل
والأصدقاء القدامى
وغصن الزيتون الذي تركته لي امي وراء الباب حتى ذبل..
نسيت سعيداً الذي كان يملك البراءة؛
كان يفرح بالشتاء
ويرتل عذب الغناء،
كان صوته يطرب كل الأفئدة........
سعيد إبراهيم زعلوك
إضافة تعليق جديد