رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 18 أكتوبر 2024 9:05 ص توقيت القاهرة

كتبت .ياسمين حافظ .اطفال ولكن

سالني طفل لديه من العمر اربع سنوات فقال لي :- وماذا بعد اليوم.??

فقلت له :- ما الذي دفعك لهذا السؤال ياصغيري..??
فقال لي ويبدو علي ملامحه الاستياء الشديد ووجهه شاحب اللون وفي عينيه دموع تكاد تفيض وحركة شفاتيه تموت من الغيظ :- ماذا بعد نااار الاسعار فاذا اشتاقت نفسي لوجبة كالصغار باهظة الثمن!! فهل ابي سيقدر علي ذلك؟، ولو اشتاقت نفسي للمرح واللعب مع الاطفال في مدينة الملاهي الكبيرة!! فهل سيقدر ابي علي ذلك؟، فماذا لو مرض ابي وسالت علي الدواء فلم اجده او سعره عالي ففي عالمنا هذا نقص الدواء وكثر الداء، فماذا لو احبت اختي الكبيرة وفاضت بكل مشاعرها الجياشة الي شاب. احبها هو الاخر ام سيخذلها ام ليس لديه القدرة علي سترتها فيخون العهد في زمن قل فيه الوفاء!! ، فماذا بعد كل هذه الانحرافات من خيانة للبشر والوطن والكذب والسرقة والطمع والظلم والقهر والفقر والجياع التي نعيش فيها بالفعل. ونغرق فيها غرقا وجميع اطفال العالم مثلي اصبحوا ليسوا بصغار. فبصدمتهم للواقع هذا صاروا كبار!!

فقلت له بعد ان استوقفت مع نفسي لبرهة من الزمن وعلي وجهي الكثير من الالم والاندهاش ممزوجا بالوجع المكتوم :- نعم ياصغيري يا صاحب الوجه الملاءكي البشوش صاحب العقل السابق لاوانه. نعم فجميع الاطفال مثلك من الواقع هذا صاروا كبار وليسوا بصغار ومن هنا تذكرت مشهد الطفل السوري "عمران" الذي لديه من العمر ايضا الاربع سنوات والذي اذهل العالم كله بصمته المؤلم وملامح وجهه وكانها مكوية بالنار بعد ما انقذوه من تحت الانقاض وكانه ارسل نفس رسالة صغيري للعالم كله بصمته المرعب هذا وهي "نحن يا عالم اسود ليسوا اطفال نحن صرنا من واقعكوا هذا كبار"... فهما الاثنين اطفال ولكنهما جعلوا قلوبنا تنكوي بالنار... فبكل بساطة هذا هو واقعنا واقع الاشرار...

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.