مع التطورالتكنولوجي والتقدم الإجتماعي الذي انخرط فيه مجتمعنا، أصبحنا نعاني كثيرا من هذا التطور شيئا فشيئا، ومع كثرة همومناوانشغالاتنا في الحياة افقدنا جميعا جمال حياتنا في العلاقات الإنسانية في المجتمع، فقد تغيرنا كثيرا عن الماضي، وكلامي هنا عن زمن العلاقات الاجتماعية والإنسانية مع الجيران، فكان الجار قبل الدار والجار لسابع جار قولا وفعلا وكنا نتقاسم افراحنا واحزاننا سويا، فكان الجار بمثابة الأخ الشقيق لجاره، فيعرف عن جاره اسرارا لم يعرفها "اخوه ابن لحمه ودمه "، فلذلك وصانا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام علي الجار وكثيرا منا يقول " وصانا الرسول علي سابع جار" ، فمع البحث في العلم والدين لم يوجد حديث شريف لرسول عليه السلام يتحدث عن سابع جار، ولكن وصانا الرسول الكريم علي الجار عامة وعلي ضرورة الاهتمام به ومعاملته معاملة حسنة والوقوف بجانبه وقت الشدة والفرح والمرض والعناية به وكأنه فرد من أفراد الأسرة والعائلة، ولذلك ظن البعض من كثرة اهتمام رسولنا الكريم بحسن معاملة الجار، أن من حق الجار أن يورث، فعن عائشة رضي الله عنها قالت، سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ـ : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
فهذا خير دليل علي عظمة شأن الجار عند جاره وحقه عليه ولذلك فيجب علينا الاهتمام به جيدا .
ولكننا الأن متباعدين عن بعضنا البعض ومتنافرين ومتغطرسين ومتقدمين " ماشيين علي الموضة"، وكاننا نطبق " صباح الخير ياجاري انت في حالك وأنا في حالي " نطبقها حتي من غير صباح الخير، فأغلب المساكن الأن لايعرف أحدا فيها والجميع بابه مغلق وفي حاله، فصادفني موقف حيث كنت في منزلنا، فسمعت صوت صراخ شديد متواصل مع أصوات تكسير زجاج صادر من جارتنا التي تسكن اسفلنا، فلم أجد اي جار يفتح بابه ويقول ماذا يحدث ؟! ، ماصوت هذا الصراخ ؟!، وكأن شيئا لم يحدث، فكنت في حالة خوف ورعب شديدة علي جارتي، فما كان لي غير اني أسرعت ونزلت اليها لأدق علي بابها واطمئن عليها، ففتحت لي ابنتها والحمد الله يبدو انها كانت مشكلة عائلية، ولكن قلبي شعر بارتياح شديد بعد سؤالي عليها، فنفترض لو كانت في وضع خطر وتستغيث مثلا بأحد يساعدها، فمن سيساعدها مادامت كل الأبواب مغلقة تحت مسمي جديد ومن الموضة اسمه" وأنا مالي "، فهنا لا يهم السبب ولكن يهم العشرة والجيرة والإنسانية وحق الجار، والذي وصانا عليه رسولنا الكريم وسنحاسب عليه في الدنيا والأخرة، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :-(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليحسن إلي جاره ).
ففكرة الجار لسابع جاره، ليست مذكورة في حديث شريف ولكنها كناية عن أهمية حق الجار وكانت تقال قديما، لعظمة حق الجار علي جاره حتي ولو كان أخر جار وبعيدا عنه، وكما وصانا رسولنا الكريم واهتم بحق الجار علي جاره وعظم من مكانة الجار تجاه جاره في كل الأوقات، فحقا الجار لسابع جاره
إضافة تعليق جديد