كتب /حمدى الجزار..لو كنا نسينا اللي جرى

الكل منفعل وغاضب من القرارات التي تتخذ هذه الايام من جانب الدولة واصبحنا جميعا رجال اقتصاد وخبراء في إدارة الدول الكبرى وخبراء في الاجتماع والتعليم واصبحنا خبراء في الطب والسياسة بل وصرنا جميعا ٩٠ مليون مفتي في الامور الدينية والفقهية ولا نرضى بأي شيء والكل يهوى الحكايات على المقاهي وعلى الفيس بوك وهو يشرب كوب الشاي بالنعناع الجميل واصبحنا جميعا عندنامن الوقت الكافي أن نحكي ونروي ونفتي كاننا انجزنا جميع اعمالنا واصبحنا من الدول الكبرى ولانجد مانعمله غير الحكاوي والافتاء.

كنا في الماضي ايضا نغضب ونثور خلال عقود من الزمن على عدم وجود قرارات سليمة تتخذ من اجل انقاذ الدولة من حالة الاغماء المتعمد ونصيح بحناجرنا كمعارضين ضد الدولة على عدم وجود قرار واحد سليم ينقذنا من تردي الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى يأتي لنا القرار المشبع بالبنج التخديري كزيادة الدعم والحصول على العلاوات السنوية ويفرح البسطاء وهم لا يعلمون ان هذا القرار عبء على الميزانية العامة وانها قرارات تخديرية تسكن ولا تشفي بل تزيد المرض سوء لاننا حملنا الميزانية واقتصاد الدولة مديونيات نجني ثمارها الان.

هذا من ناحية العقود السابقة والتى ساءت خلالها جميع النواحي من اقتصاد وصحة وتعليم وخلافه 
اما وإن كنا وقد نسينا ماجرى خلال تلك العقود فقد نسينا ايضا مافعلناه بانفسنا خلال السنوات القليلة الماضية 
نسينا اننا قمنا بثورة وتركناها لمن اشترى وباع فينا واتخذ مطالبنا مظلة لكي يهبط بها لتحقيق مأربه من السطو على ماتبقى في بلادنا من خيرات 
نسينا اننا ساعدنا الارهاب على خرق مؤسسات الدولة واقسام الشرطة والمحاكم والمجمع العلمي ومباني الوزارات والهيئات الحكومية حتى الكنائس والمساجد لم تسلم من الدمار والخراب 
نسينا اننا وقفنا جميعا نطالب بزيادة المرتبات والعلاوات في ظل دولة تنهار ولم نرحم اقتصادنا وهو ينهار وكأن الثورة قد اخرجت لنا البترول والذهب من باطن الارض واصبحنا نخطوا فوق ارض من الماس والياقوت بل الكل الجشع قد اعمى بصيرته وكأننا يوم القيامه والكل اصبح هدفه الوحيد يلا نفسي ولاكلفنا انفسنا أن ننظر خطوة واحدة للامام بل نظرنا جميعا تحت اقدامنا فقط.

وايضا نسينا اننا من جاء بالاخوان لكي يحكمونا وقضوا على ماتبقى من فتات الاقتصاد واضاعوا موارد الدولة واشعلوا النيران هنا وهناك لكي يحققوا اهداف ومخططات دولية ارهابية للقضاء على السد المنيع الشرق الاوسط وادخلوا الارهاب الذي نعاني منه حتى اليوم ويكلفنا الملايين يوميا للقضاء عليه 
واستخدموا نفس المخدر لكي يصفق لهم الغلابة والبسطاء ممن يرضون بالقليل لكي يسدوا رمق يومهم دون وعي اننا نحمل الدولة مالا تطيقه في المستقبل والذي نعاني منه الان.

نسينا اننا اوقفنا العمل بالمستشفيات لكي نزيد مرتبات الاطباء 
اوقفنا العمل بالمصانع لزيادة اجور العاملين حتى اغلقنا اكثر من ٤٠٠٠ مصنع وهرب منا المستثمر لسوء الاحوال الامنية والاقتصادية
جعلنا بلادنا بؤرة الارهاب واشعلنا النيران هنا وهناك حتى هرب منا السائح العملة الوحيدة والمورد الهام بل والاهم لموارد اقتصاد بلادنا وشردنا اكثر من اثنين مليون مواطن يعيشون على هذا المورد الهام واصبحو عبئا على اقتصاد الدولة بعد أن كان دخلا من اهم مواردنا 
نسينا اننا وقفنا اياما وشهورا نعادي الشرطة ونحطم معنوايتها ونقتل رجالها ونبكي على شهدائهم بالنهار ونحرض ضدهم في المساء على المقاهي وعلى الفيس بوك ونتهمهم بالخيانه وانهم عملاء لمبارك واعوانه ونقف بالمظاهرات امام الوزارة والمديريات بل ونحرق المباني ولانشعر اننا ندمر اقتصادنا وان هذا كلفنا الملايين لاصلاحة وعودة رجال الأمن الي مؤسستهم مرة اخرى 
بل وقفنا وهاجمنا المؤسسة الوحيدة المتماسكة وحاولنا تحطيمها ايضا وهي الجيش الوطني المصري هتفنا ضده ولقبناه بالعسكر لكي نكسر شوكة رجاله لكي نساعد الخونه والعملاء والجواسيس على تحطيم الدرع الواقي لبلادنا لتفشي الفوضى والدمار والخراب لكي اسقط مصر ولم نعي أن هذا سيكلفنا الكثير والكثير لعودة تسليحه مرة اخرى لمواجهة الاعداء داخليا و خارجيا.

كل هذا نسيناه واصبحنا كما نحن لا نرضى بأي قرار فيه اصلاح بل عشقنا المرض وتعايشنا معه واحببنا المسكنات والمخدر واصبحنا نهوى العيش في غرف الانعاش لان معالجة المرض والدواء تكلفنا المعاناة والعناء ونحن الكسالى لانريد العمل بل نتغزل في الكسل و نتباكى على بعضنا امام الفيس بوك