رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 14 نوفمبر 2024 8:03 م توقيت القاهرة

كتب عيد صالح فضفضة من الاعماق

على قبرها كل الأمور المشوشة داخلي تزداد وضوحا ، ذلك الحزن الذي صار لغزا يحاول البعض تفسيره ، حتى أنا نفسي أتمنى لو أفسره ،

لم أعد أفهم سببا لحزني مع هذا الكم من الرضا بداخلي كيف يجتمعان ؟ ! ولماذا دوما شيئا ما مبهما يمنعني من الاستمتاع بالحياة  ، فالشعور بالبهجة 

دائما ينقصه شيئا ما ، نعم ينقصه هي ” أمي ” .

قد تفقد الكثيرين من الأشخاص في حياتك قد ترى الموت في عيونهم وتشعر بهيبته فتلفظ الحياة وتعلم الحقيقة التي نغفل عنها دوما في دوامتها 

أن كل مافي هذه الدنيا لا قيمة له وبين غفلة عين وانتباهتها تصعد روح لبارئها ، لكنك رغما عنك ومع طول الأيام والسنوات التي تمر تنسى هذا الإحساس

قد لا تنسى الاشخاص لكنك تنسى الدرس حتى يتكرر مع أشخاص آخرين ، إلا أن هناك أشخاص محددين يمنحونك البهجة في الحياة وعندما يغيبون عنها

يسحبون منها كل الألوان وكل احساس يعيد إليك القدرة على الاحساس بالسعادة فما بالك إذا كان الفاقد طفلا فينطبع بداخله هذا الدرس ككل دروسه 

التي يتعلمها كالنقش على الحجر .

كل هذه الأفكار كانت تجول برأسي وأنا جالسة أمام قبرها ربما هو بعض من الطوب وبالداخل اجساد بالية فوق الثرى لكن الاحساس الذي كان بداخلي 

كان مخالفا تماما ، كان شعورا طفوليا بالراحة والأمان إحساس يشبه كثيرا ضمتها دافئة ،

هي هنا بكل تأكيد أشعر بروحها تلتفني وتحتضنني ، أشعر بونسها أكاد أسمع صوتها الدافيء مع دفء أنفاسها 

أكاد اشعر بها تجلس إلى جواري حقيقة لا خيال 

كنا في اخر ساعة قبل الغروب كانت الشمس  هادئة دافئة ببعض شعاع يتسلل لجسدي وسط عصف الرياح 

باغتتني صورة لم أذكرها من قبل في شرفة منزلنا تقريبا ذات الوقت من النهار والشمس بذات الهدوء والدفء والرياح تعصف 

وأمي تحتضنني بشدة وهي تداعب خصلات شعري القصيرة  لا أدري لماذا باغتتي هذه الصورة الآن ولكن احساسي بها اجتاحني من الداخل 

كل هذا وأنا ممسكة بالمصحف أقرأ بعض آياته فأزداد في السفر بعيده في مكان واسع رحب ورغم أنني منذ الوهلة الأولى 

انهرت في بكاء لا ادري سببه ولم استطع السيطرة عليه إلا أنني كنت أشعر براحة كبرى وكنت مستمتعة بكم المشاعر التي أعيشها 

كنت مستمتعة بوجودها الذي أشعر به ولن يصدقني أحد حتى أخي إلى جواري لم يشعر شيئا مثلي هو فقط كان يقرأ

على مسافة مني كانت هناك سيدة عجوز تزور قبر أمها كانت تحكي لها كل تفاصيل حياتها بكل بساطة وكأنها تجلس إلى جوارها حقا وتستأنس بها

من داخلي حسدتها ربما هي تشعر بمثل ما أشعر به ، لا أدري مامدى حرمانية ماتفعل ولكنني تمنيت من داخلي لو استطعت أن أقلدها ، 

بالتأكيد سيملأني شعور كبير بالارتياح أكثر من هذا الشعور ولكني لم أجروء ليس فقط لأن أخي إلا جواري وليس لأن هذا ضرب من الجنون

ولكن شيئا ما داخلي يمنعني أن أفعل .

كنت أقرأ عن الكثير من الأحاديث و أخبار السلف أن الارواح تتزاور وأنا تنتظر على قبورها كل خميس حتى صباح السبت  لكننا بالتأكيد لا نشعر بهم

منذ أن رحلت أمي وانا صغيرة لم أزورها أبدا وكانت هذه الزيارة الأولى تملأها الرهبة حقا ولكن أيضا راحة كبرى  أتمنى لو استطعت زيارتها ثانية

وأخشى أن يتختفي هذا الشعور هذه المرة ، ربما حقا كانت هناك وجلست إلى جواري فهذا العالم مابين الدنيا والىخرة لا نعلم عنه شيئا ولكن يبقى 

احساسنا صادقا بصفاء قلوبنا الأرواح تلتقي في الأحلام وفي الحياة تلتقي 

أفقت من شرودي على صوت المؤذن لأدان المغرب  وصوت أخي وهو يناديني بواجب الانصراف 

تعجبت لماذا لم يناديني قبل ذلك كنت أنا شاردة فماذا عنه هو ؟ 

ربما كان شاردا أيضا في ذات الشعور لكنني لم أسأله أشعر بمثل ما شعرت حقا أم لا لم أريد أن أفسد على روحي احساسا رائعا بالدفء كهذا احساس لازمني لأيام

وكأن روح أمي لم تودعني هناك عندما انصرفت إنما ظلت معي 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.