د. أحـــمد عـفــــيــفى
على كل من يؤيد الحق وينحاز لجانبة، علية ان يقر ويعترف بان المصريين بموروثهم الحضارى على مدار التاريخ قد ساهموا بما توصلوا الية من علم ومعرفة فى وضع قواعد المدنية الحديثة التى ينعم باثرها الجميع الان، والتى تطورت بفعل المحاولات المستمرة لتصل الى قمة العلم والتكنولوجيا.. وان كان هناك مزيد من الوقت فهناك الجديد.
وما اشرنا الية لمدعاة للقائمين على التعليم فى مصر بان يدركوا، ان الترتيب المتاخر بين دول العالم فى جودة التعليم، امر لايليق بمصر وشعبها.. وهذا يتطلب تحديد اهداف محددة للعملية التعليمية، يوضع على اثرها برنامج واضح المعالم يحدد فية الاحتياجات والمشكلات ويراعى فية ايضا ميول وطبيعة المصريين.. على ان يبدأ التنفيذ من خلال خطة واضحة محددة التوقيت، وقبل كل ذلك يكون التخطيط فى حدود الامكانات المتاحة.. ذلك اذا ما اردنا ان ينصلح الحال ونبدأ فى العودة الى الطريق السليم، الذى يتسق مع توجهات ثورة 30 يونية.
فمشكلات ازدحام المدارس، والدروس الخصوصية، والتسرب من التعليم، والمناهج الغير مطورة التى تعزز الحفظ على حساب الفهم.. فهى امور لو جلس متخصصون واخلصوا النية لوجدوا حلولا منطقية لها.
اما ربط روافد التعليم باحتياجات السوق الحقيقية فهو امر يحتاج الى رؤية خاصة من القائمين على التعليم، وعلى الجانب الاخر فلابد ان يقابل بوعى مجتمعى.. لان شهادات متوسطة لها سوق عمل افضل بكثير من شهادات اعلى لعاطلين.. وهذا امر يحتاج لاستيعابة الشعبى مزيد من التدبر لبعض الاجهزة المعنية والتى ياتى على راسها مؤسسات الاعلام والمؤسسات الدينية.
ان المشكلات الصعبة لاتحل بالامانى ولا بالقرارات العنترية الصعبة التى يصعب تنفيذها على ارض الواقع، ويكون من ضمن نتائجها ضحايا ومرضى نفسيين.. ولكنها تحل عندما تصدق النوايا ويعمل بالعلم بعيدا عن الفهلوة وبمزيد من الحكمة.
إضافة تعليق جديد