رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 ديسمبر 2024 2:06 م توقيت القاهرة

كل ما إفترض الله تعالي على العباد

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى وبصفات الكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال أما بعد إن الأمانة هي كل ما إفترض الله تعالي على العباد فهو أمانة كالصلاة والزكاة والصيام وأداء الدين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار، وكما أن الامانة هي كل ما يؤتمن عليه من أموال وحرم وأسرار فهو أمانة، وقيل هي خلق ثابت في النفس يعف به الإنسان عما ليس له به حق وإن تهيأت له ظروف العدوان عليه دون أن يكون عرضة للإدانة عند الناس، ويؤدي به ما عليه أو لديه من حق لغيره. 

وإن إستطاع أن يهضمه دون أن يكون عرضة للإدانة عند الناس، وهي أحد الفروع الخلقية لحب الحق وإيثاره وهي ضد الخيانة، والأمانة إقامة لشرع الله تعالي في حنايا النفس وفي حياة الناس، والأمانة ثبات على الذّكر، ووفاء لصاحب الأمر صلى الله عليه وسلم، ودوام على الدين إلى آخر العمر، والأمانة قوة في حفظ الحقوق، والأمانة مراقبة للسمع، ومحاسبة للبصر، ومتابعة للفؤاد، والأمانة صون للعلم ورعاية للرواية كما كان العلماء يقولون "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم" والأمانة قيام بحقوق المسلمين، وتحمل لحاجات المساكين، وخدمة للمحتاجين، والأمانة وفاء بتكاليف الكتاب العزيز والسنة الشريفة والائتمار بأمرهما والوقوف عند حدودهما، والأمانة إنصاف وتجرد وأن ننزل الناس منازلهم ولا نبخسهم حقهم. 

والأمانة شهادة لله، ونصيحة للمسلمين، وبيان للحق، حتى لقد سُئل الحافظ علي بن المديني عن والده عبد الله بن جعفر فقال أبي ضعيف، وتكلم شعبة بن الحجاج في ولده فقال سميت ابني سعدا فما سعد ولا أفلح، وقال الذهبي في ترجمة أبي عليّ الأهوازي من الميزان لو حابيت أحدا لحابيت أبا عليّ لمكان علو روايتي في القرآن عنه، والأمانة ترك للإدعاء الكاذب فإن المتشبع بما ليس عنده كلابس ثوبي زور، وقد ذكر الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" وابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" أن أبا عبد الله الحاكم النيسابوري كان يقرأ على الناس إستدراك الحافظ عبد الغني بن سعيد عليه في أوهام وقعت له في كتاب "المدخل" ولم يكتفي بذلك حتى بعث إليه يشكره على نصيحته، قال ابن سعيد فعلمت أنه رجل عاقل، فالأمانة يا عباد الله هي التكاليف الشرعية.

وهي حقوق الله وحقوق العباد، فمن أدّاها فله الثواب، ومن ضيّعها فعليه العقاب، فقد روى أحمد والبيهقي وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال "الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والوزن أمانة والكيل أمانة، وأشياء عددها، وأشد ذلك الودائع، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه "والغسل من الجنابة أمانة" فمن اتصف بكمال الأمانة فقد استكمل الدين، ومن فقد صفة الأمانة فقد نبذ الدين، كما روى الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له" فاللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.