"كُودُ الرُّوحِ"

بقلم : تامر إدريس 

سألوه ماسر جنونك المتزايد؟ ماذا جرى لقلبك؟ نراك في تصدع مستمر، حرفك ينزف ألما، وسطورك تصرخ من عمق الجحيم؟!!

فأجابهم بتمتمات غير مفهومة ها ها لا أدري؛ بلى أيها البائس الباكي، استجمع قواك، أين ذكاؤك المتَّقِد؟!!، ألا تعرف الأسباب؟!!، أظنك فقط لا تريد الاعتراف بوجودها، تستكبر إعلان الهزيمة!! 

قد تكون خسارة الجولة مفزعة، مقلقة، محبطة لكن الحرب لا تزال قائمة. حرب؟!!، هل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟!!، نعم، مذ غابت الشمس عن سمائي، مذ تمرد على ليلي قمر زماني، مذ ضاع مني رمز الروح، وأنا في ذبول، في أفول، في فتور، في ضمور. 

آثرت اعتزال الحياة، كيف لجسد أن يحيا بلا روح؟!!، بلا عاطفة، بلا مودة، بلا طاقة، بلا شجون؟!!، أنصاف خلايا وشظايا من فكر ألمَّ به الجنون، وعاء بلا محتوى، قالب بلا قلب، بناء بلا مدلول، أخلي من كل معاني الشعور، نفي إلى المجهول. 

سأحيا إلى حين، سأنتظر على حافة البعد عودتك من جديد، يوما ما سأبعث من الفناء لأعود إلى رحاب الأحياء ذاك رجائي الأكيد، نتجاذب أطراف الحديث، نتسامر ونتحاور، تشرقين في نهاري بالدفء، وتنيرين ليلي البهيم، سأحيا لأجدك فهلا خرجت إلى الطريق!!.