رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 2 أكتوبر 2024 11:28 م توقيت القاهرة

لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 2 أكتوبر 2024
الحمد لله بما أسدى والشكر له ما تنسمت علي الخلائق جدواء، فأي آلاء الله أحق أن تُشكر؟ أجميل أظهره؟ أم قبيح ستره وما أبدى؟ ولم تزل آلاء ربك تتوالى، ما منّ ربك عطائه، وما أكدي وما أكدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد أراد بعض الناس أن يمكروا بنا فقالوا لنا إن الحفظ لا فائدة فيه وأن المعنى هو الأصل ولكن الحمد الله أنه أنقذنا من هذه الفكرة وحفظنا ما شاء الله تعالي أن نحفظ من متون النحو وأصول الفقه والتوحيد وعلى هذا فلا يستهان بالحفظن فالحفظ هو الأصل ولعل أحدا منكم الآن يذكر عبارات قرأها من قبل مدة طويلة فالحفظ مهم لطالب العلم حتى وإن كان فيه صعوبة. 

وقال رحمه الله الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم أن تحفظه وأنت صغير السن، ففي حفظ القرآن حال الصغر فائدتان، الفائدة الأولى وهي سهولة الحفظ، والفائدة الثانية وهي رسوخ المحفوظ في القلب بحيث لا ينساه، وإنه ينبغي أن يوصي الأستاذ تلاميذه بمراعاة مراجعة دروسهم وفي فترات تحضيرهم للفروض والامتحانات والمسابقات بقراءة البعض من آيات القرآن الكريم حيث يقول تعالي "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وكذلك التمسك بالحكمة التي تقول "لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد" وكذلك المراجعة أولا بأول والتلخيص إن أمكن أثناء المراجعة، وأيضا الراحة النفسية والهدوء وتقديم البكور على السهر الطويل "بورك لأمتي في بكورها" وكذلك الإستفادة من الوقت لأن الوقت هو الحياة، وكذلك الإهتمام بالصحة والتغذية الجيدة.

وعدم الإجهاد في المذاكرة وتخصيص وقت للراحة بين فترة وأخرى، وأنه لا يُقبل من المعلم أبدا أن يتكلم مع التلاميذ أو أمامهم بل حتى ولو كان بعيدا عنهم وفي غابة ليس فيها إنسان بكلام بذيء أو فاحش أو بقول تشم منه رائحة الكفر أو الفسق والفجور، وإن هذا التصرف مرفوض منه شرعا وقانونا وعرفا وذوقا، وإياك أيها المعلم أن تشتم تلميذا مهما كان السبب أو تلعنه وخاصة مع إستعمال الكلام البذيء والفاحش، وإعلم أن التلميذ عندما يرى أن معلمه قد نزل إلى هذا المستوى الوضيع فإنه يفقد إحترامه للمعلم ويبدأ في المعاناة التي قد لا تظهر إلا عندما يكبر هذا التلميذ ويصبح رجلا، فضلا عن أن سلوك هذا المعلم قد يؤثر سلبا على مردود التلميذ الدراسي، وكذلك النظر إلى التلميذ في الفصل من طرف الأستاذ، وكذا مناداته باسمه الخاص. 

فإنه مهم جدا وله الأثر الطيب في نفسية التلميذ، وكما أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقوية الصلة بين الأستاذ والتلميذ بإذن الله تعالي، وإياك أيها المعلم أن تنهي تلاميذك عن خلق وتأتي مثله فقال تعالي" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" وكما يجب على المعلم أن يعرف أن الطريقة السابقة والقديمة في التعليم هي طريقة الإلقاء، وفيها يكون المعلم هو الملقي والمرسِل للمعلومة والتلميذ هو المستقبل، والمعلم هو الذي يبحث عن المعلومة بين طيات الكتب حتى يوصلها للتلاميذ ولكن هذه الطريقة أثبتت فشلها وعدم إيفائها بالغرض من التعلم، حيث أن المعلومة سرعان ما تتبدد لأن الطالب أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل فيها جهدا وعناء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.