رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 6 مارس 2025 7:54 م توقيت القاهرة

لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الودود، سبحانه من خالق عظيم وبخلقه رؤوف حليم، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله فإن ساعة عظيمة تنتظركم، يجزى فيها الإنسان عن الصغيرة والكبيرة، موقفها عظيم وأمرها جلل فتزودا لذلك وإن خير الزاد التقوى، ثم أما بعد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار " رواه مسلم.
وأن يبادر إلى حاجة أخيه ولو لم يطلبها منه، جاء مديون إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجته، فأعانه ثم بكى، فقالت له زوجته ما يبكيك؟ فقال أبكي أن أحتاج أخي فلم أشعر بحاجته حتى سألني، والمسارعة بالخير والمسابقة إليه حيث قال تعالي " فاستبقوا الخيرات" وعن سعد بن أبي وقاص مرفوعا أو موقوفا " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة " أبو داود، وأن يستصغر معروفه ولا يمن به حيث قال تعالي " لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى " فيا أيها المسلمون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص صفات صفي الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر " وهي من الفوارق بين أهل النفاق وأهل الإيمان قال سبحانه " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف "
وأما أهل الإيمان فقال عنهم سبحانه " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ويقول الإمام احمد رحمه الله " يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع، قال الراوي يا أبا عبد الله وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع ؟ قال المؤمن إذا رأى أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر لم يصبر حتى يأمر أو ينهى، فيقولون هذا فضول والمنافق كل شيء يراه قال بيده على فمه، فقالوا نعم الرجل، ليس بينه وبين الفضول عمل" فيصفونه بالكياسة لأنه يصمت عن المنكر وأهله، ولقد قص الله تعالي علينا أخبار الأمم السابقة والعواقب الوخيمة التي إنتهوا إليها حين تكاسلوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء الأقوام الذين أخبرنا الله تعالي عنهم لم يتركوا النهي عن المنكر بالكلية.
بل أنكروا المنكر في أول ظهوره، ثم ألفوه فيما بعد، فما عاد بعضهم ينكر على بعض، وروى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتقي الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قرأ " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرونه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم " رواه أبو داود والترمذي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.