علاقات الحب هي من اسمى واجمل العلاقات بين الأفراد، لكننا نرى فشلاً في معظمها بعد فترة متباينة بين المتزوجين والسؤال لماذا كان ذلك ؟
فترة ماقبل الزواج ومانسميها فترة التعارف أو الخطوبة، تشبه تمام الضيف عندما يستضيفه صاحب او صديق ، اهل المنزل وكذلك الضيف كل منهما يتعامل مع الطرف الآخر بمثالية مفرطة، الزوجة لو كانت من قبل تتعامل مع زوجها تعاملاً سيئاً تصبح شخصاً مختلفاً، شخصاً تبدو عليه صفات الإحترام والخضوع في وداعة التصرف وأدب الحديث مع زوجها، وهذا الزوج الذي كان صوته يضج ويزدجر به جيرانه للدرجة التي تجعلهم أحيانا يقفوا متصنتين خلف ابوابهم لمعرفة ماكان سبباً في هذا الصوت ولمن كان يوجه، لتكون شماتتهم حين يسمعون الشجار فيما بين الزوج وزوجته، الآن وقد صار حين حضور الضيف واقامته شخصاً هادئاً لاينادي زوجته إلا بما تحبه من أسماء رغم علمها الداخلي بكذبه ونفاقه وتصنعه احترامها، وعن الأبناء وماكان يبدو ممنهم من عشوائية تصرفاتهم، من تكسير وركد وبعثرة لكل محتويات المنزل باتوا في حجرة بعيدة عن الضيف في صحبة الأخ أو الأخت الأكبر في هدوء تام وبعيدا عن النظر أو السمع للضيف لتمنع وتحجب أصواتهم وشغبهم عنه وحتى لايصبح جميع من في هذا المنزل حديثاً لهذا الضيف بعد ان ينصرف عنهم .
وكل ماكان لتصرف المضيف أو الضيف أو لباقة وأدب واحترام الضيف أو المضيف، هو ذاته مايحدث مع طرفي العلاقة قبل الزواج، فكل واحد منهما راح يظهر أجمل مافيه من مميزات حتى يحظى بإعجاب وقبول الآخر له، فلا سلبية ترى مع تعامله، لكن يحدث مع هذا النوع نوعاً بسيطاً من الغضب والخصام الذي لايدوم لثواني أو دقائق، فقط لعدم احكام الحبكة الدرامية لكل التصرفات فيفلت بعضها دون تحكم ( رغم ان هذه التصرفات العفوية الخاطئة هي من صميم صفات الشخصية للطرف الذي كان منه الخطأ ) فيُرى على خطأ من الطرف الآخر لكن سرعان مايتم تدارك الأمر وتعود الأمور لنفس طريقها النفاقي والذي كان عليه من قبل لكن لصواب مصطنع خوفاً من رحيل من كان غضبه من الآخر، وكل هذا في فترة ماقبل الزواج .
لكن هناك نوعاً آخر تبدو عليه العلاقة بين أشخاص غير ماسبق ذكرهم وكانوا في العلاقة السابقة، فهذا النوع الثاني نرى فيها نوبات من التصرفات مابين الشد والتشاجر والغضب والخصام أحيانا وتحدث بين بعض المرتبطين في فترة ماقبل الزواج، لكن هذا النوع هو نوع صحي لعلاقة صحية تماما، وفيها كل طرف يتصرف بعفوية تتطابق تماما مع صفات شخصيته، لكن الشد والشجار كان من اي منهما فقط بسبب نوع من الإختلاف في وجهات النظر والتى يصر فيها واحد منهما على ان ماكان من تصرف لايليق ويجب أن يكون بصيغة معينة وتصرف بشكل محدد لموقف محدد يكون، ومابين هذا الشد وهذا التراخي يتوصل كل من الطرفين لوسطية ترضي كل منهما لتتشكل شخصية جديدة بإضافة جيدة، أضافها طرف لطرف لتستمر على طول الخط للعلاقة استمرارا لما بعد الزواج، حيث صارت جميع التصرفات وبعد كثرة الخلافات ناضجة وصالحة وصحية صلاحاً وصحةً تجعلها تدوم لفترات قد تمتد لنهاية الحياة فيما بينهما .
ولهذه المثالية للتصرفات والتمثيل الذي كان مخالفا لواقع وطبيعة الأخلاق والشخصية المصتنعة لكل طرف من تلك التي ذكرت في الحالة الأولى وحالة الصدمة لما يشاهده كل طرف على الآخر ومخالفة ماكان من قبل لما يبدو وغير متوقع في الحاضر، كان حتما معها فشل للعلاقات الزوجية رغم انها كانت قائمة على حب في البداية منذ الفترة التي سبقت الزواج، وحينها نسأل بعجب لماذا فشل الزواج وقد كان على حب ؟
ولو كان التصرف فيما بينهم تصرفا طبيعيا كما في الحالة الثانية ويشمل المتضادات للشخصية من الحسن والسيء لكان استمرار الزواج للنهايه حتى ولو لم يكن الزواج عن حب وكان تقليديا كما يسميه البعض، حيث أن احتمالية الإستمرار مابين طرفي زواج لم ينشأ عن حب قبله اكثر من استمراريته في علاقة كانت في بدايتها علاقة قائمة عن حب قبل الزواج، لكن في هذا الأخير عدم الرضا كان بسبب ظهور الجانب الحقيقي لكل من الشخصيتين لهذه العلاقة والمخفي والسيء لهما من صفات كل منهما، واستغراب ممن حولهما لما يحدث فيما بينهم، اما الزواج المسمى بالتقليدي هو زواج نضوجه مع كل تصويب لفعل خطأ ثم يتفق على صيغة من التصرف المرضي لهما لتكون في النهاية الاستمرارية بالنضوج .
إضافة تعليق جديد