رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 10 فبراير 2025 2:54 ص توقيت القاهرة

ما بعد المفاجأة

 

بقلم عبير مدين 

في مداخلة تلفزيونية مع قناة اليوم السورية عقب الدكتور مسعود إبراهيم حسن الباحث في الشأن الإيراني على تصريحات المرشد الإيراني على خامنئي والخاصة باحتمالية التوصل الى اتفاق نووي مع الغرب وابدى رأيه ان (التصريح مناورة من الجانب الإيراني تجاه الغرب لمعرفة رد الفعل خاصة أنه قد سبقها ردود أفعال عن استحالة عقد اتفاق نووي جديد مع إيران، و هو دليل على أن إيران قد امتلكت بالفعل التقنية لإنتاج السلاح النووي )
إيران صاحبة واحدة من اقدم الحضارات على وجه الأرض والتي تحتل المركز الثامن عشر عالميا من حيث المساحة والثاني اقليميا بعد المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط ومع هذا فإن النظام الملالي لا يشعر بانتماء للمنطقة فهو محاط بالأعداء من جميع الجهات تجيد اللعب بأوراق الطائفية وزراعة التوتر وقتما واينما تشاء تصعد بمؤشره الى القمة سنوات وسنوات ثم فجأة تجدها في السهول والوديان تتحدث عن السلام وهكذا مواقفها متذبذبة! فلا هي تريد صداقة العالم السني ولا تطيق البقاء في عزلتها الشيعية!
هذا التذبذب يشعر دول المنطقة بالقلق وعدم الارتياح ويمثل ضغطا عليهم فمن غير المقبول لديهم ان يتركوا جارتهم الشيعية ذات المزاج المتقلب تلعب وحدها بالألعاب النووية دون ان يكون معهم ما يعادله لحماية انفسهم ولتحقيق التوازن في المنطقة، كل خطوات ايران تجاه الحصول على تقنية نووية تمت تحت مرأى وسمع العالم الذي ردد كثيرا مقولة انه سوف يمنع ايران من امتلاك سلاح نووي لكن الحقيقة انها مجرد عبارات للاستهلاك الإعلامي من دول الغرب التي لا يعنيها المنطقة من الأساس مالم يؤثر هذا على مصالحها حيث تعد المنطقة اكبر سوق استهلاكي لمنتجاتهم لذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرّية تعلن فجأة عن حدوث تقدّم في معالجة بعض الملفات العالقة مع إيران، بخصوص المواقع الثلاثة التي تم العثور فيها على يورانيوم مخصّب بنسب مرتفعة  خلال جولات تفتيشية العام الماضي
 بعدها نجدهم وافقوا على الإفراج عن ثلاثة مليارات دولار من أموال إيران المجمّدة لدى العراق (تقدر بـ 10 مليارات) وهي ثمن غاز وكهرباء تصدّرهما إيران لرابع أغنى بلد في احتياطات الطاقة!
سنوات وإيران تراوغ تارة بتصريحات انها تلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية وتارة عبر تهديدها بالانسحاب منها واستخدام حقها في الانضمام للنادي النووي تأمين نفسها يجعلها تسحب أذرعها من دول المنطقة التي زرعتها من باب تأمين نفسها؟ هل ستكتفي باستخدامه في أغراض سلمية ام ستهدم معبد السلام والاستقرار على رؤوس الجميع وتسوق المنطقة بأثرها نحو الدمار الشامل؟ علاوة على ان كل دول العالم تضع في اعتبارها ان تقع مصالحها يوما فريسة ابتزاز سياسي إيراني بعد ان اطمأنت على قدرتها على المواجهة وحماية امنها خاصة وان إيران تمتلك مهارة إخفاء نواياها الحقيقية، ومع تنامي دور الحرس الثوري الإيراني قد يجد العالم نفسه يوما في مواجهة نظاما عسكريا جديدا بأيديولوجية مختلفة ويجد نفسه مطالبا بتأمين منشآت إيران النووية مخافة ان يحدث تسريبا نوويا او كارثة محتملة ففي عالم السياسة يصعب التكهن التام بما سيكون عليه المستقبل نظرا لتعدد الأطراف وحدوث مفاجآت لم تكن في الحسبان والتعامل باحترافية مع ما بعدها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.