**********
بقلم الأديب/أحمد عفيفي
مصر
الضوء المختنق المنبعث من أعمدة الإنارة القديمة لا يعكس ظلاله
ولا زالت القرية تعجًُ بأناسٍ تطل من وجوههم رغبة شديدة في الهروب
العصافير تتخبط بين الأفنان وأسلاك البرق المتهالكة ,وأوصال الأم العجوز لم تعد تحتوى المتعبين الذين تنغمس جذورهم في قاع النهر, وبائعة الجُبن انتهت من ارضاع طفلها وتأهبت للرحيل , وأشرعة المراكب المهترئة تهتز في ملل رتيب ,والمراسي تُرفع في بطء ويأسٍ من الأحلام التليدة ,ولم يعد يُشتمًُ في الأفق سوى رائحة الأيام الخوالي..
لكنه لا زال متوشًحاً بالأمل يؤمن بأن الأفضل قادم لا محالة , ويؤمن بالوداع الوقور, راح يُلوًِحُ ,يُلوح بالمنديل الأخضر ,ربما تهبًُ عاصفةٌ تنحني لها أعمدة المصابيح الصدئة@
إضافة تعليق جديد