الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء .. خلق آدم وعلمه الأسماء..و أسجـد له ملائكـتـه ... و أسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء فاهبطه إلى دار الابتلاء
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء. خلق السموات و الأرض فى ستـة أيـام وكان عرشـه عـلى المـاء
وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ..
و الشهيـد يـوم القيـامـة عـلى الشـهـداء المعصوم(صلى الله عليه وسلم ) فما أخطأ قـط و ما أساء
إن حقوق الأبناء على الآباء كثيرة والقرآن الكريم والسنة المطهرة مليئان بالحث عليها ومنها:
تربيتهم، تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى لرسوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [ طه : 132 ]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ}الآية [ التحريم : 6 ] أي: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة. وتبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره»
بل قبل ذلك : اختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والخلق القويم، ففي الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع وذكر منها: ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك" أى قبل ان تفكر فى أى شيئ يجب ان تختار اختيارا جيدا من ستكون اما لأبنك
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو ولده فأرسل عمر رضي الله عنه إلى الولد وقال له: أما تتقي الله في والدك الشيخ الكبير فحقه على ولده كذا وكذا فقال الولد أليس لي حق عليه، قال: نعم وعليه أن يحسن اسمه ويختار أمه ويعلمه القرآن. فقال لم يفعل يا أمير المؤمنين فقد سماني جعلا أي جعراناً (حشرة) وأمي امرأة زنجية كانت أمة لرجل مجوسي ولم يعلمني من القرآن شيئاً. فنظر عمر إلى الوالد وقال له: أجئت تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك؟ إليك عني.
إنها سلسلة ذات حلقات بالسلب أو بالإيجاب تتوارثها أجيال عقب أجيال.. وفق سنة لا تتخلف (الجزاء من جنس العمل).. كما في الأثر: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم».
قال أبو مسعود البدري:(كنت أضرب غلاماً لي بالسوط, فسمعت صوتاً من خلفي: اعلم أبا مسعود, فلم أفهم الصوت من الغضب, قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود, اعلم أبا مسعود, قال: فألقيت السوط من يدي, فقال: اعلم أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام, قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً) وفي لفظ: ( ... فالتفت فإذا هو رسول الله _صلى الله عليه وسلم_, فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى, فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار, أو لمستك النار) أخرجه مسلم. وهذا في ضرب المملوك فكيف بضرب الولد ؟! وفرق بين الإساءة إلى الأولاد بالضرب وإيقاع الأذية بهم أو منعهم حقوقهم أو التنكيل بهم بالألفاظ, وبين تأديبهم فالتأديب مجاله غير ذلك بل هو من الرحمة لهم, والتربية الحسنة, ويكون ذلك برفق ولين وتلطف فالولد المعوج لا ينبغي أن يُرحم بل تأديبه رحمة له. عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين, وفرقوا بينهم في المضاجع" خرجه أبو داود وهو صحيح وأما العدل بين الأولاد ذكوراً وإناثاً في العطية فواجب, فعن النعمان بن بشير قال: أعطاني أبي عطية ... فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: أعطيتَ سائر ولدك مثل هذا, قال: لا, قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" خرجه البخاري وخرجه مسلم بلفظ (قال: أله إخوة: قال نعم, قال: أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته, قال: لا, قال فليس يصلح هذا وإني لا أشهد إلا على حق).
هل اعطيتموهم من وقتكم الثمين الذي ضيعتوه وراء العمل او جمع المال او جلسات الاصحاب والسمر وهل شاركت الام بالتربية والتوجيه ام رميت الحمل كله عليها واكتفيت فقط بالانفاق والصراخ ؟ هذا اذا كنت انت من تنفق وهل تنازلت الام من وقتها الذي تذهب فيه للعمل او السوق او النادي الرياضي او جمعت الصديقات اوالكوافير او الافراح واعطت الرعاية للابناء؟
هل كانت الخادمة هي التي ترعى الابناء وتقوم معهم الصباح توقظهم للمدرسة وتجهز افطارهم
اذا كنت ايها الاب وايتها الام ممن قصروا في شيئ واحد مما ذكر فلا تقل يوما اولادي يعقونني فلا تشتكوا من زرع زرعته انت
((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ(( فماذا فعلتم لهذه الرعية هل قمتم بما هو واجب عليكم من حسن تربية واصلاح .
وعلى الآباء أن يدركوا طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم، وأن يدركوا أيضا أن الأجيال مختلفة، وأن التأثيرات في البيئة المحيطة تحدث نوعا من التغيير. ولهذا ما أحسن ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه وسلم خطأ الناس يأتيه شاب يستأذن فى الزنا عن أبي أمامة قال : " إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه و قالوا : مه مه ! فقال : ادنه ، فدنا منه قريبا قال : فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك . قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه و طهر قلبه و حصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء" . أخرجه أحمد
إن احترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة
عن عكرمة عن ابن عباس أن جارية بكرا "أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم " في الحديث دلالة على تحريم الإجبار للأب لابنته البكر على النكاح .
وليكن همك ياأخى الطيب هذا الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم
أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
إضافة تعليق جديد