رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 21 فبراير 2025 5:52 م توقيت القاهرة

مصر الجديدة والتطور التكنولوجى بين سواعد الشباب

كتب ضاحى. عمار
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة والتوجهات العالمية نحو تعزيز قدرات الشباب في مجالات التكنولوجيا،يتبنى الاتحاد الشبابى تحت اشراف وزارة الشباب والرياضة نهجًا استباقيًا لدعم المبادرات الهادفة إلى تمكين الشباب المصري في المجالات التقنية. ومن هذا المنطلق، وبتوجيهات مباشرة من المهندس فتحي شومان، رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر، نظمت مديرية الشباب والرياضة بالقليوبية، برئاسة الدكتور وليد الفرماوي، دورة تدريبية متخصصة في برمجة بايثون بمدينة العبور، تحت إشراف الدكتور محمود شعبان، مسؤول الكيانات الشبابية بالمحافظة، وبقيادة المدرب الشاب حسن شومان، نائب رئيس الاتحاد، بمشاركة 55 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.
الشباب.. مستقبل البرمجة والتكنولوجيا
يمثل هذا البرنامج التدريبي خطوة نوعية ضمن مبادرة خطوتك الأولى في البرمجة، التي تسعى إلى بناء قاعدة شبابية قوية قادرة على المنافسة في سوق العمل التكنولوجي. ويؤكد المدرب حسن فتحي، نائب رئيس الاتحاد، أن تمكين الشباب من المهارات الرقمية أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد رفاهية. نحن نعمل على توفير بيئة تدريبية متكاملة تساعد الشباب على فهم البرمجة بطريقة عملية، مما يعزز قدرتهم على التفكير المنطقي وحل المشكلات، وهي مهارات أساسية لأي مجال عمل مستقبلي
وأضاف فتحي أن الدورة لا تقتصر على الجانب النظري فقط، بل تعتمد بشكل أساسي على التطبيق العملي التفاعلي، حيث يتمكن الطلاب من تنفيذ مشاريع حقيقية باستخدام لغة بايثون، التي تعد من أكثر لغات البرمجة طلبًا في سوق العمل العالمي. وأشار إلى أن هذه المبادرات ليست فقط لتعليم البرمجة، بل لإعداد جيل من المبتكرين ورواد الأعمال التكنولوجيين.
تفاعل المشاركين.. وحلم التحول الرقمي
شهدت أولى محاضرات الدورة تفاعلًا ملحوظًا من الطلاب، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بتعلم أساسيات البرمجة واستخداماتها المتنوعة. وقد تم تقسيم الحصص إلى مزيج من الشرح النظري والتطبيق العملي، مع التركيز على تطوير مشاريع صغيرة تعزز من فهم الطلاب للمفاهيم الأساسية.
من جانبها، تؤكد أمينة الهادي، عضو الميديا والإعلام بالاتحاد، أن الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة أصبحا عنصرين لا غنى عنهما في عالمنا اليوم. لذا فإن دمج الشباب في هذه المجالات من خلال الاتحاد الشبابي لدعم مصر، يعزز من فرصهم في المستقبل، ويمنحهم أدوات حقيقية للنجاح في سوق العمل
وتضيف الهادي أن دور الإعلام في دعم هذه المبادرات لا يقل أهمية عن البرامج التدريبية نفسها، حيث يسهم في نشر الوعي حول أهمية البرمجة وضرورة اكتساب مهارات رقمية متقدمة. كما ترى أن الشباب بحاجة إلى منصات تحتضن مواهبهم وتوجه طاقاتهم نحو الابتكار والإبداع التكنولوجي.
دور وزارة الشباب والرياضة في دعم التحول الرقمي
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه وزارة الشباب والرياضة برعاية الوزير الدكتور أشرف صبحي، حيث تتبنى استراتيجية واضحة لدعم الشباب وتمكينهم رقميًا. وضمن هذه الاستراتيجية، يتم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة، بالتعاون مع مختلف الكيانات الشبابية، لضمان وصول التدريب إلى أكبر عدد من الشباب المصري في جميع المحافظات.
وفي هذا السياق، يشير المهندس حسن فتحي إلى أن الاتحاد الشبابي لدعم مصر يعمل بشكل وثيق مع الوزارة من أجل خلق بيئة تعليمية تفاعلية تعتمد على أحدث الأساليب في التدريب التقني. كما أكد أن هذه البرامج تستهدف تحقيق تكامل بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، بحيث يخرج المشاركون من الدورة ولديهم قدرة فعلية على تنفيذ مشاريع برمجية وتطبيقها في مجالات متعددة.
من التدريب إلى سوق العمل.. ماذا بعد
لا تتوقف رؤية الاتحاد عند مجرد تقديم دورات تدريبية، بل تمتد إلى تأهيل الشباب للدخول إلى سوق العمل التكنولوجي، سواء عبر التوظيف المباشر أو من خلال ريادة الأعمال التقنية. ويؤكد حسن شومان، مدرب الدورة، أن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج ليس فقط تعليم البرمجة، بل خلق جيل جديد قادر على التفكير التحليلي والإبداعي، مما يساعدهم في تطوير مشاريع خاصة أو حتى تأسيس شركات ناشئة في المستقبل.
ويشير شومان إلى أن لغة بايثون ليست مجرد أداة للبرمجة، بل هي مفتاح لعديد من المجالات الحيوية، مثل تحليل البيانات، وتطوير الذكاء الاصطناعي، وبناء تطبيقات الويب، مما يجعل اكتسابها ميزة تنافسية للشباب في أي مجال عمل مستقبلي.
الشباب قادة المستقبل.. واستمرار المبادرات
مع استمرار هذه المبادرات، يتطلع الاتحاد الشبابي لدعم مصر إلى توسيع نطاق التدريب ليشمل لغات برمجة وتقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مما يعزز من قدرات الشباب في مواجهة تحديات العصر الرقمي.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون حقًا للاستثمار في عقول الشباب وتهيئتهم لقيادة المستقبل الرقمي الإجابة تكمن في مثل هذه المبادرات التي تمهد الطريق أمام الشباب، ليكونوا روادًا في عالم التكنولوجيا، وليس مجرد مستخدمين لها

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.