رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 3 يونيو 2025 7:50 ص توقيت القاهرة

منشأ الكذب أو الصدق عند الطفل.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وناصر عباد المؤمنين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بذل حياته جهادا ونصرة حتى أتاه النصر المبين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه التابعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، ولكن يجب أن نذكر الكبار بأنه لا يمكن لأي معلم مهما كان أن يرى أثر تعليمه على أبنائه بشكل جلي وواضح إلا إذا كان هذا المعلم عارفا بالطرق الصحيحة والأساليب السليمة التي يجب عليه إتباعها مع الطالب لتعليمه وهذا هو المعلم الناجح والمفلح، وإن بعض الأوامر من الوالدين تخالف غرائز الأطفال التي خلقها الله تعالي معهم، كالنهي عن ترك اللعب.
وبعضها يكون فوق طاقتهم وقدراتهم، وبعضها يكون تنفيذه عندهم بطيئا لسبب أو لآخر، فلنصبر على ذلك ولنأخذ الموضوع بأعصاب متينة، إذ أن الثورة في وجوههم لا ولن تؤدي الغرض المطلوب ممن ثار، ولنتحاشي دائما الأوامر المجردة أو الغير معللة، ولنجعلها مقرونة بكلمة تشجيع نزرع من خلالها الثقة في نفوس الأطفال، فيستجيب الأطفال بإذن الله تعالي لما أُمروا به وترتسم البسمة على شفاههم ويتسع الرضى في عيونهم، ولنعلم جميعا أن منشأ الكذب عند الطفل قد يرجع إلى شدة الأهل وقسوتهم، فإذا خافهم الطفل إضطر إلى الكذب لينجو من العقوبة، وقد يرجع إلى أن أهل الطفل يكذبون على الناس وعليه هو، فينشأ الطفل تبعا لذلك كاذبا، وقد يكذب الطفل تحت تأثير غريزة حب الذات، وبإختصار فإن معرفة الدوافع والأسباب من الوالدين تيسر عليهما العلاج.
وتساعدهما على تأصيل الصدق عند طفلهما، وعلى الأبوين أن يسعيا بكل ما أوتيا من نضوج وحكمة إلى القضاء على بذور الحسد في ذاتية طفلهما، وذلك بعدم حرمان الطفل من مطالب الحياة الضرورية ولو بذلا في ذلك أقصى الجهد طبعا بدون أن يكلفا أنفسهما ما لا يطيقان، وبالعدل بين الاخوة وعدم تفضيل أحدهم على الآخر سواء بالعطية أو المديح أو المحبة، وتقوية العقيدة الدينية عند الطفل يفيد كذلك في التخلص من الحسد وأسبابه، فإذا ما ألقي في روع الطفل أن الله تعالى هو مصدر النعم، ورسخ ذلك في وجدانه وضميره كان ذلك حافزا قويا له في الحاضر والمستقبل على السعي والتحصيل، ولو أن أمّ سمعت من طفلها كلمة غير مألوفة في قاموس ألفاظه بعد عودته من المدرسة، وأدركت إن كانت واعية ومهتمة خطورة ذلك على تربية إبنها.
فإن عليها أن تتعامل معه بالحوار اللطيف من أجل تدارك ذلك دون ترهيب أو عنف، ولنعلم جميعا أن كل ما يصيب الأبناء من تدهور خلقي وإنحراف وكل ما يقع منهم من معاصي وذنوب، فالآباء مسؤولون عن ذلك إذا لم يكونوا قد بذلوا معهم الجهد الكافي وقضوا معهم الوقت الكافي من أجل حسن تربيتهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.