كتبت / ياسمين حافظ
كثيرا منا يعلم بوجود الثواب والعقاب يوم الحساب في الآخرة عندما تنتهي الحياة الدنيا، ولكن قليلا جدا من يعلمون أن الثواب والعقاب يوجد في الحياة الدنيا أيضا وليس في الآخرة فقط، وجملة " من أمن العقوبة أساء الأدب" تعتبر من أعظم الجمل تجسيدا للرقابة، فهي تعني أن عندما يأمن المرء نفسه من العقاب، فإنه يسىء في استخدامه لكل شىء ويهدر كل شىء ويتعدى على حقوق الأخرين ولا يخاف شىء، وهنا يبدأ في الاستهتار والفساد والاهدار الحقيقي في المجتمع .
فكان أول من قال جملة " من أمن العقوبة أساء الأدب" هو (عبد الله بن المقفع) في ترجمته لكتاب "كليلة ودمنة" الشهير لتعليم الحكم والمواعظ في الحياة، فالكثير من الناس يستمرون في الخطأ والفساد والعدوان والالحاق بأذى الأخرين، لأنهم في المقابل لم يجدوا الرقابة و الردع والعقاب ولكن السلبية واللامبالاة أو التباطىء والرفق معهم يزيدهم فجرا وظلما وفسادا واستهتارا، فهنا تأتي القوة في الردع والعقوبة كسلاحا قويا للقضاء على كل فساد وإهدار في المجتمع وتحقيق الهدف المنشود والنتائج المطلوبة .
فعلى سبيل المثال نجد أن من يستهتر بالسرعة في قيادة السيارات اذا لم يطبق عليه نظام قانون دفع الغرامة لكل من يستهتر ويتعدى السرعة المسموح بها في القيادة في طريقا ما، أصبح الطريق مكتظ بالحوادث اليومية ونسمع كل لحظة بحادثة على الطريق، كما كان يحدث سابقا من لم يلتزم بارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة يطبق عليه عقوبة دفع الغرامة، فهكذا هو الحال في جميع المجالات والمؤسسات والإدارات و كل مكان في المجتمع الذي نعيش فيه، يجب أن يطبق عليه وتوضع فيه الأنظمة والقوانين والعقوبات، وتنفيذها على المخالفين والسافهين بالقوانين باقسى العقوبات للقضاء على كل هذا الدمار والفساد والاعتداء على حقوق الأخرين والاستغلال والجشع والطمع في كل شىء.
لذا فإنني أطالب كل من بيده الأمر ومن يملك القوة في الردع والمحاسبة والرقابة أن يعملون ويفتشون ويراقبون بكل ذمة وضمير أصحاب المحلات البائعين والتجار وتعود مرة أخرى الرقابة " مفتش التموين" كما كان يحدث سابقا ويذهب هذا المفتش إلى جميع المحلات والأسواق للمراقبة على الأسعار والسلع، فنحن بحاجة الآن إلى الكثير من الردع والرقابة في كل شىء وذلك بعد إنتشار الفوضى العارمة والفساد وجشع واستغلال التجار وأصحاب المحلات الأزمات الإقتصادية التي تعاني منها الدولة والتعدي على حقوق المواطنين بكل سفه واستهتار .
إضافة تعليق جديد