رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 7:15 م توقيت القاهرة

من الصفاتِ الذميمةِ سُوءُ الظَّنِّ

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

 

سوءُ الظنِّ وهو امتلاءُ القلبِ بالظنونِ السيئةِ بالناسِ وسوءَ الظنِّ اعتقادُ جانبِ الشرِّ وترجيحُهُ على جانبِ الخيرِ .

وهو من الصفاتِ الذميمةِ التي تجلبُ الضغائنَ  وتُفسِدُ المودةَ بين الناسِ .

وقد نهَى اللهُ عزَّ وجلَّ عن ذلك فقال تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} 

[الحجرات: 12]

وقال صلى الله عليه وسلم : 

إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ .

#ولسوءِ_الظنِّ_صورٌ_عِدَّةٌ_منها 

#سوءُ الظنِّ باللهِ جلَّ وعلا :

قال سبحانه : 

{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}

 [آل عمران: 154]

#وسوءُ الظنِّ بشرعِ اللهِ وسُنَّتِهِ : 

كعدمِ قيامِ الساعةِ وما أشبَه .

قال سبحانه : 

{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} 

[الكهف: 36]

#وسوءُ الظنِّ بالمؤمنين : 

مثالُ ذلك إذا رأى اثنين يَتَنَاجيَان ظنَّ أنه المقصودُ بالنَّجْوى ، وأنَّ امرأً قد يحيكُ ضدَّهُ ما يحيكُ مِنَ المؤامراتِ .

وقد نهَى الرسولُ صلى الله عليه وسلم عن نَجوى الاثنين دونَ الثالثِ إذا كانوا ثلاثة .

فقالَ صلى الله عليه وسلم :

إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ .

#إذا نصحَهُ أَحَدٌ ظنَّ أنَّ الناصحَ مُتَتَبِّعٌ لهَفَوَاتِهِ وعَثَرَاتِهِ ومُتعرِّضٌ له وهو ينظرُ إلى الناسِ نظرَ المُرتابِ .

وفي الحديثِ : 

إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ .

فسُوءُ الظنِّ اعتقادُ جانبِ الشرِّ وترجيحهُ على جانبِ الخير فيما يحتملُ الأمرين معًا .

#وأمَّا_أنواعُ_الظنِّ 

فقَدْ قالَ سفيانُ الثوريُّ رحمهُ اللهُ : 

الظنُّ ظنَّان ، ظنٌّ إثمٌ وظنٌّ ليس بإثمٍ .

فأمَّا الذي هو إثمٌ فالذي يظُنُّ ظنًّا ويتكلمُ به والذي ليس بإثمٍ فالذي يظُنُّ ولا يتكلم به .

والظنُّ في كثيرٍ مِن الأمور مذمومٌ .

ولهذا قال جلَّ وعلا : 

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} 

[يونس: 36]

وقالَ تعالى : 

{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} 

[الحجرات: 12]

#قال الإمامُ ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللهُ :

أَكْثَرُ النَّاسِ يَظُنُّونَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِمْ وَفِيمَا يَفْعَلُهُ بِغَيْرِهِمْ ، فَقَلَّ مَن يَسْلَمُ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَ اللهَ وَأَسْمَاءَهُ وَصِفَاتِهِ ، وَهو مُوجِبُ حِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ ، فَلْيَعْتَنِ اللَّبِيبُ النَّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا وَلْيَتُبْ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرْهُ مِنْ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ظَنَّ السَّوْءِ .

#وقالَ أيضاً ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : 

فمَنْ قَنَطَ مِنْ رَحْمتِهِ وأَيِسَ منْ رَوْحِهِ فَقَدْ ظَنَّ بهِ ظَنَّ السَّوْءِ .

نسأل الله سبحانه وتعالى السلامه ..

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.