بقلم عبير مدين
اخيرا وبعد أيام طويلة من الغضب الشعبي بسبب اعلان إقامة حفل مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت في منطقة الأهرامات أعلنت السلطات المصرية إلغاء الحفل.
وصرحت نقابة الموسيقيين المصرية في بيانها، إنها قررت إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات والذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري، بعد تداول صور ومعلومات عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل يقدمها أثناء فقراته.
وعقب اعلان وسائل الإعلام عن الحفل المرتقب لمغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت، ثارت عاصفة من الجدل الواسع والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، ودشن نشطاء هاشتاج الغاء حفل ترافيس سكوت بمصر، للمطالبة بمنع إقامة الحفل.
واتهم مصريون وعلى رأسهم المرشد السياحي الشهير الاستاذ بسام رضوان الشماع
مغني الراب الأمريكي، بممارسة ما وصفوها "طقوس شاذة وغناء اغاني منحلة " في حفلاته، وأنه من مناصري حركة "الأفروسينتريك"، التي يزعم أفرادها أن بناة الحضارة الفرعونية ليسوا مصريين.
فيما دخل على خط الانتقادات الناشط المصري وائل غنيم ووصل أمر الحفل المثير للجدل إلى القضاء، بعد إعلان محامي مصري تقدمه بدعوى قضائية ضد وزارة السياحة والآثار لإلغاء تصريح الحفل الغنائي للمغني الامريكي، مشيرا في دعواه إلى أن حفلاته تخالف عادات وتقاليد المجتمع المصري، نظرا لما شهدته من طقوس شيـطانية وماسـونية، وتعاطي مـخدرات.
هذا الحفل كشف عن ضحالة فكر وثقافة المسؤولين عن الموافقات والتراخيص سواء في نقابة الموسيقيين أو في وزارة السياحة والآثار وعدم المامهم بما يدور في العالم خصوصا الوسط الفني الذي يعد الوسط الأكثر جذبا لإنتباه الناس في العالم أجمع، فبعد أن رحبوا وتم الإعلان عن إقامة الحفل وأمام موجة من الغضب الشعبي والتي كشفت عن مدى ثقافة المصرين وتمسكهم بالقيم الاجتماعية ورفضهم صور الانحلال والفساد التي تفرض عليهم إعلاميا تم إلغاء الحفل!
ومن المثير للدهشة ان يخرج علينا نقيب الموسيقيين المغني السيد مصطفى كامل وقتها بكل براءة بتصريح أصاب المثقفين بصدمة حين قال أنه حين وافق كان يجهل من هو ترافيس سكوت! وكأن الموضوع مجرد قشطة يابا!!
قطعا سوف تكثر الأقاويل التي سوف يتلسن بها كارهي البلد وان منع إقامة الحفل بعد الموافقة والإعلان عنه سوف يضر بصورة مصر الدولية وحتى لا نتعرض لمثل هذا الموقف مستقبلا علينا أن نستفيد من الدرس وننمي ثقافتنا وعلى المسؤولين عن منح الموافقات والتراخيص، التأكد من هوية اي زائر ودراسة شخصيته وسيرته الذاتية جيدا قبل أن نرحب به ونفتح له أبواب الوطن ثم نجد نفسنا في ورطة نعلن فيها عن جهلنا وعدم المامنا بما يجري على مسرح الأحداث في صميم تخصصنا.
إضافة تعليق جديد