رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 يونيو 2024 12:45 م توقيت القاهرة

ميرفت أيوب تكتب : نشطاْء الفتنة الطائفية يشهرون خناجرهم في وجه الدولة.

بقلم: ميرفت أيوب . رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى

لقد تغير الزمن وتغيرت الخطط والاستراتيجيات، فلم تعد الجيوش وحدها هي القادرة للقضاء على الشعوب والدول، لابد من هز الشجرة أولا من فروعها هزا عنيفا ليسهل بعدها الإيقاع بها ثم تأتى الجيوش لتجهز عليها ولا يشترط أن تكون جيوش خارجية، فالغزو والاحتلال أيضا أصبح غير مجدي بمفردة فهز فروع الشجرة هو السلاح الذي يستطيع وحدة خلعها من جذورها، هذا هو الخنجر الذي يهدد الدولة المصرية العريقة.

لا يكفي أن تقول ونردد بان يحفظ الله مصر وأهلها، فهذا رجاء وطلب نذكره ونردده في الصلاة فيما قبل الطوفان ... يقابله الدعاء وطلب الانتقام بعد حدوث الخراب.

الطلب بالحفظ دعاء ورجاء وتوسل من اجل ألا نمر بتجربة مريرة كالتي مرت بها سوريا واليمن وليبيا... ولكن لا يكفي هذا لمنع البلاء، كما لن ينفع الدعاء على المخربين بعد التخريب، وخاصة أن سلاح الدعاء لم يحقق أي نتائج ثابتة وملموسة على مر التاريخخ.

لذا فان خناجر الفتنة الطائفية بدأت في الظهور، ما أن تهدا فتنة حتى تظهر أخرى، وبما انه ليس في مصر سوي طائفتين أحداهما كبيرة العدد والأخرى قليلة، ورغم الصلات والعلاقات الطيبة التي تحيط بهما وما بينهما من مودة وإخوة، يحرص عليها الجميع، ألا أن هناك من يخطط في هدوء وخبث في كيفية تفكيك هذه العلاقة. نعم هناك من يرسم ويكتب ويخطط سيناريوهات فض المودة والمحبة والاستقرار بينهما كوسيلة لاقتلاع الشجرة بواسطة هذه الفروع التي يستطيع هزها بسهولة، الأمثلة كثيرة وأهدافها ظاهرة للجميع.

 في امبابة منذ سنوات قليلة اشتعلت فتنة طائفية راح ضحيتها أكثر من خمسة عشر مواطن مصري وأحرقت المنازل والكنائس ولولا تدخل الأمن بعد مرور ستة ساعات كان المسرح معد لأكبر مذبحة طائفية في مصر، بدأت الأحداث بشائعة احتجاز سيدة، لا يعرفها أهل المنطقة نهائيا فهي قادمة من محافظة أخرى وان هناك أخبار عن احتجازها في الكنسية، ويتجمهر المدافعون عن نصرة الأيمان ليبدأ فجأة الحرق والتدمير وينطلق الرصاص من كل اتجاه وتحرق منازل الأقباط ويقتل الناس دونما سبب.

نفس السيناريو انطلق في المنيا هذه المرة امرأة مسلمة وشاب مسيحي. عزيزي القارئ لك أن تتخيل أنك جالس أنت وأسرتك في منزلك ثم تفاجا بالمئات يحاصرون منزلك تمهيدا لإشعال النيران فيه، مع إنك لست في عداوة مع أحد، لكن الأمر هنا بسبب أخر لا يد لك فيه “امرأة على علاقة بشاب “لهذا جاءوا يحرقون بيتك، مع أنك لن تتمكن أن تعرف من هي هذه المرأة أو من هو الشاب. السبب الحقيقي ليس هو السبب المعلن، انه سبب أخر، سبب اقوى من كونك مسيحي أيضا .... السبب هو هدم هذه الدولة بحرق فروعها.

ولك أن تتخيل كم الكره والغضب الذي يتولد لمن حرق منزلة وشعورة بعدم الأمان وهاجس من انه قد وقع في الفخ.

بالطبع الشعب المصري يرفض ذلك ويستنكره، لكن لابد من اليقظة فالأمر ليس هيننا انه مخطط، يستمر إلى لحظة يحدث فيها الانفجار العظيم ثم تستغل للتدخل الأجنبي، ما من دولة دخلها الأجنبي إلا وأتى على الأخضر واليابس فيها.

 اللص يريد الفوضى والخراب ليسرق، والإرهابي ليدمر أما الضحية فهو الشعب مسلمين ومسيحيين.

لقد استهان الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالنشطاء وما كان يدبر نهاية فترة حكمة فكانوا عود الثقاب الذي أشعل الحريق.

الأن الوحدة الوطنية وسلامة هذا الوطن مهددان، السلام الاجتماعي مهدد، فهل تقوم الدولة بمحاسبة أجهزتها، وكل من قام بدور بطولة في هذا المسلسل كبداية. لقد استغل نشطاء الطائفية خناجرهم لطعن الاستقرار والوحدة، فهل ننتظر ونتعامل مع ما يقدموه للشعب من أعمال إجرامية لخلق وتوسيع العداء بين المتعايشين في سلام، أم نهون من الأمر حتى نجد أنفسنا في كارثة كبرى. ليت أصحاب القرار ينزعون خناجر هؤلاء حتى لا يكتمل هذا المسلسل اللعين.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.