رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 2:46 ص توقيت القاهرة

ميرفت أيوب تكتب : وحدة الإرهاب الدولية ... وغيبوبة الدول الأوربية

بقلم: ميرفت أيوب ... رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى

 قلوبنا يعتصرها الحزن على ضحايا أبرياء لا ذنب لهم، راحوا ضحية الإرهاب الناتج عن سياسات شجعت واحتضنت عناصر تكفيرية تحت مسميات حماية حقوق الأنسان.

وللأسف الشديد لن تكون طائرة مصر للطيران هي الهدف الأخير للإرهاب إن تبين أن سبب السقوط هو عمل إرهابي وهو ما ترجحه الجهات الرسمية حتى الأن.

الإرهاب أصبح مثل المرض اللعين الذي انتشر في الجسد الأوربي وتمكن من المناطق الدقيقة فيه.

ولقد استطاع شياطين الإرهاب استغلال القوانين الموضوعة لحماية الحريات وضمان حقوقهم للبقاء في الدول الأوربية والانتشار فيها بحجة حمايتهم من بطش الأنظمة الدكتاتورية في أوطانهم واستطاعوا أن يحتلوا الوظائف والمهن التي لا يقبل عليها أصحاب البلاد، من جانب آخر فقد استطاع الإرهابيين تجنيد العناصر لصالحة لهم وتلقينها دروس في التعصب والتطرف، وإعدادهم للقيام بأعمال قتالية متى طلب منهم ذلك، في أوروبا تستطيع أن ترى بعينك ولا تحتاج أن تكون خبيرا لتعلم أن المتطرفين أصبحوا في أوربا كما في الدول العربية، المطارات أصبحت مخترقة تماما، والمعلومات لدى أجهزة هذه الدول ليست على المستوى، فمطار شارلي ديجول ومطار أولى في فرنسا هما مصدر خطر للعالم والأكثر خطورة هو مطار أمستردام في هولندا، والعمليات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس وتنقل أبطالها بين عدة دول أوربية دليل دامغ على عجز الأجهزة عن توفير المعلومات الكافية عن هؤلاء.

ولكن الحقيقة الواضحة هي أن فرنسا بالذات حكومة وشعبا وإرهابين أثبتوا انهم غاية في الكرم والسخاء مع الأصدقاء فمن الجانب الرسمي فقد أمدت فرنسا مصر بالسلاح والعتاد ووقفت إلى جانب الدولة المصرية لشعورها بصدق نوايا مصر وتطلعا إلى حماية شعبها وأرضها فقدمت السلاح والتسهيلات والتدريب للجيش في فترة صعبة، الإرهابيين أيضا لم يقصروا مع أشقائهم في مصر والدول العربية في تقديم الدعم الدموي والمعنوي، حيث قاموا بالمذابح والقتل العشوائي للمواطنين في قلب باريس تضامنا مع الإرهابين في مصر.

وإذا كان الإرهابين المصريين قاموا بزرع قنبلة في الطائرة الروسية، فلا ضير أن يقوم إرهابي فرنسا بزرع قنبلة أخرى في طائرة مصرية في فرنسا.

وهكذا يبدو الأفق مملوء بالعواصف الضبابية، وليس هناك آملا سوى مساندة الدول العربية مساندة قوية، ووضع سياسة جديدة بدلا من سياسة هدم الدول بحجة غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها من تلك التي جاءت بالتمدد الإرهابي.

لقد لعبت أجهزة المخابرات المغربية والتونسية دورا بطوليا في كشف منفذي الهجوم الكبير والذي راح ضحيته 130 قتيلا في قلب باريس، فأمدت فرنسا بالصور وأسماء الأشخاص وأماكن أقامتهم داخل وخارج فرنسا. إن الدول العربية لديها من الخبرات والمعلومات عن الإرهابيين ما يفوق خبرة هذه الدول جميعا.

إزاء هذا الوضع فلابد للدول الأوربية أن تمد يدها إلى الأنظمة العربية لدعمها ماديا ومعنويا فهم بلا شك في حاجة إلينا ربما بصورة تفوق حاجتنا إليهم في هذا المجال. فهل آن الأوان؟

اليوم بات من ألواضح أن إيدى الإرهابيين تمتد لبعضهم البعض عبر الدول وأصبح عدم التميز سمة من سمات هؤلاء في أسلوب القتل وليس هناك طرف محايد.

 لقد أصبحت الدول العربية بعد الثورات الأخيرة مزارع لتربية وإعداد الإرهاب وتصديره لا وربا لدعم الإرهاب لديهم.

لقد أدركت ذلك روسيا، فقامت بمساعدة سوريا في دحر الإرهابيين، بكافة مسمياتهم، حيث قال بوتين إن انتظار هؤلاء سيجعلهم يقومون بأعمال إرهابية داخل روسيا، وعلية فان الأيام القادمة سوف تشهد مزيدا من الهجمات الإرهابية ولن تكون الطائرة المصرية هي آخر الأهداف فليس للآن تعاون أوربي عربي ضد الإرهاب، وما زالت الأفكار البالية والقوانين المعمول بها لديهم تشجع وتأوي مزيدا من الإرهابيين، الهاربين من دولهم، أو المهاجرين لتعزيز الخلايا الإرهابية بأوروبا.

لقد ساهمت هذه القوانين بأمداد داعش بالألف من المقاتلين من دول أوربا وكلهم تلقوا الفكر الإرهابي بكل حرية وآمان داخل دول الحرية وحقوق الإنسان، ليت هذه الدول تفيق من هذه الغيوبة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.