رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 25 يونيو 2025 6:57 م توقيت القاهرة

ناقض من نواقض الإسلام

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وأنواعه وما يقوم به العبد حتي يتخلص منه، وللوقاية من العين هو قراءة الأدعية المشروعة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء مثل قوله صلى الله عليه وسلم "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" رواه مسلم، وقوله " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" رواه ابن حبان، من قال ذلك حين يصبح أو يمسي ثلاث مرات لم يضره شيء، وكذلك دعاء الخروج من المنزل "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" رواه ابن حبان.

والإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء وأية الكرسي بعد كل صلاة، وقد أمر سبحانه وتعالى بالاستعاذة من الحاسدين، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءتها بعد كل صلاة، فاللهم ادفع عنا حسد الحاسدين، وجنبنا أن نؤذي إخواننا المؤمنين، فيا عباد الله، إن علم الغيب من خصائص الله تعالى، ومن إدعى علم الغيب فقد كفر بالله العظيم، وكذب القرآن الكريم، حيث قال تعالي " عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا " ويقول سبحانه في حق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل خلق الله تعالي " ولو كنت أعلم الغيب لاستكرت من الخير وما مسني السوء " فيا إخوة التوحيد، اعلموا أن السحر ناقض من نواقض الإسلام، فمن تعاطى السحر أو عمل به فهو كافر بالله، خالد مخلد في نار جهنم، ولقد أخبرنا الله تعالى في هذه الآية أن الذي يعلم الساحر السحر. 

إنما هم الشياطين ولا يتمكن الساحر من ذلك حتى يكفر بالله العظيم ويستعين بالشياطين من دون الله تعالي، فيا أيها المؤمنون إن من أعظم الجناية على المسلم عمل السحر له، أو السعي في ذلك والتسبب فيه، فإن ذلك ظلم عظيم، وبغي مرتعه وخيم، فإن من ضعاف الإيمان بالله واليوم الآخر من يلجأُ إلى السحر أو أهله لتحقيق مآربه الفاسدة، ونيل أغراضه المنحرفة، وتحصيل أهدافه الرّديئة، فيذهب إلى السحرة ليسحروا له فلانا أو فلانة بغيا وعدوا وظلما، فإنه إفساد في الأرض، وإيذاء للخلق، وإسخاط للرب، فيا أيها المؤمنون إن هؤلاء البغاة الجناة المفسدين في الأرض الذين يسحرون الناس، أو يتسببون في ذلك قد تبرّأ منهم النبي صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من تطيّر أو تطيّر له، أو تكهن أو تكهّن له، أو سحر أو سُحر له" 

وإن الساحر وحده في شريعة الله تعالي حكمه قتله بالسيف، حيث أن إتيان السحرة وسؤالهم ضرر محض على دين الناس ودنياهم، فسؤالهم كبيرة من كبائر الذنوب، فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرّافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم، فسائلهم لا تقبل له صلاة أربعين يوما، وليس معنى هذا أنه لا يصلي أو يؤمر بالإعادة بعد إنقضاء الأربعين، فهذا الحديث ونحوه محمول عند أهل العلم أنه لا ثواب له في صلاته مدة الأربعين، ومن أتاهم وصدقهم بما يزعمونه من علم الغيب والنفع والضر، فهذا كفر مخرج من الملة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى كاهنا أو عرّافا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أحمد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.