رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 21 مايو 2025 12:11 ص توقيت القاهرة

نساء نقلوا لنا الأحكام الشرعية والآداب الزوجية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار، وكرم الإنسان ورفع له المقدار، وإصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين.
وعن دورهن البارز في حفظ السنة النبوية الشريفة ونقلها لنا حتي اليوم وكان من بينهن السيدة صفية بن حيي، وإن أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث، أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، وإسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان، وجملة القول إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وحكم نبوية، وهؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والإعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله تعالي ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن.
كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين، وإن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة، ومكانة سامية، وحسبها شرفا وفخرا أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه وقد جاء يسأله " من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك " ومن حقوق أمهات المؤمنين ما جاء في السنة من الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي من نكحهن صلى الله عليه وسلم، وهن رضي الله عنهن قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى " النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين.
ومعنى الأمومة هنا أي في الحرمة والإحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة إحترام وإجلال وتقدير لما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة، فهن رضي الله عنهن في أصل هذه المنزلة سواء بإستحقاقهن ذلك يقول "المطهرات المبرآت من كل سوء" المطهرات اللواتي طهرهن الله جل وعلا، وذلك في قوله تعالى" النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فلا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن الكريم.
لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله "المبرآت من كل سوء" أي أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته ومنهن من توفيت بعده.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.