نصف مليون نازح في لبنان..ومخاوف من تكرار سيناريو حرب 2006

عبده الشربيني حمام 

في حصيلة هي الأكبر منذ سنوات تجاوز عدد ضحايا الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة على لبنان ال558 قتيلا الى جانب مئات الجرحى بعد أيام قليلة من استهداف اسرائيل لأعضاء حزب الله عبر تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بهم.
وشهدت قرى مختلفة في جنوب لبنان موجات نزوح جماعي غير مسبوق، حيث غصّت الطرقات بسيارات العائلات اللبنانية القطانة جنوبا والتي غادرت على عجل الى العاصمة بيروت التي لم تسلم هي الاخرى من بعض الضربات الاسرائيلية.
ووفقا مصادر صحفية لبنانية، فإن موجة النزوح شملت بلدات في الخطوط الخلفية للمواجهة، مثل البلدات المحيطة بمدينة صيدا الى جانب بنت جبيل ومرجعيون، وحاصبيا والنبطية وصور والزهراني.
هذا وتداول رواد التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للعديد من العائلات التي اضطرت لافتراش الأرضية بسبب صعوبة في العثور على مأوى، فيما أطلق ناشطون نداءات عاجلة لتوفير أماكن إيواء خاصة للأطفال والنساء.
مخاوف من تكرار مشاهد الدمار خلال حرب 2006

يخشى اللبنانيون من تكرار سيناريو حرب 2006 وذلك في ظل تصاعد لهجة التهديد من إسرائيل وحزب الله وعدم قدرة الوسطاء على احتواء الموقف.
ويرى الصحفي فريد أحمد حسن أن التحالف القائم بين حزب الله وحماس بعد السابع من أكتوبر قد ” بفرح اللبنانيين المتعاطفين مع غزة، لكنه أيضا يقلقهم مثلما يقلق غير اللبنانيين خشية حلول لحظة تتجاوز فيها إسرائيل قواعد الاشتباك والمعادلات القائمة بتدمير بيروت وغيرها من المدن والقرى اللبنانية، وفتح باب للحرب يصعب إغلاقه، بنتائج سلبية على كامل المنطقة، خصوصا أن واقع الحال يؤكد أن الأمر لن يتوقف عند تبادل “حزب الله” وإسرائيل القصف عند الحدود ولا عند الرد الانتقامي لمقتل هذا أو ذاك من هذا الطرف أو ذاك”.
وبحسب المحلل السياسي حسن سوالمة أن اسرائيل تحاول الضغط على حزب الله عبر خلق معادلة التهجير المتبادل،حيث تسعى الحكومة الإسرائيلي الى تسريع إعادة النازحين من مناطق الشمال ، مقابل إعادة النازحين اللبنانيين إلى مناطق الجنوب.
ويضيف سوالمة أن ان الحزب يتعرض لضغط كبير داخليا خاصة بعد رفض إيران الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل حيث يرى عدد من اللبنانيين أن فتح حزب الله جبهة إسناد لغزة منذ السابع من أكتوبر غير معادلة قواعد الاشتباك مع الجانب الإسرائيلي.

حزب القوات يحذر من انعكاسات اقحام لبنان في حرب جديدة
وكان رئيس حزب القوات سمير جعجع قد هاجم أول الشهر حزب الله قائلا “كيف يسمح حزب الله لنفسه بأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون وإلى حيث يريد هو فقط وبما يخدم مشروعه وارتباطاته. ومنْ أجاز لحزب الله واعطاه التفويض لأنْ يصادر قرار اللبنانيين وحريتهمْ ويحتكر قرار الحرب والسلم، وكأن لا دولة ولا حكومة ولا سلطة ولا مؤسساتٍ ولا شركاء له في البلد، ولا شعب حتى”.
وأضاف “أن محور الممانعة يزجّ بلبنان في حربٍ عبثيّةٍ لا أفق لها. وهي حربٌ يرفضها اللبنانيون وفُرضتْ عليهمْ فرْضاً، ولا تمتّ إلى قضاياهمْ ومصالحهم بصلة ولا تخدم إلا مشاريع ومخططاتٍ خارجية”.