عاد الخريفُ وبالعواصفِ أَرْعَدا
دعْني فقدْ بلغتْ سوائلُنا الزّبى
والجـهلُ في أرض الكلاب تربّبـــا
لله عفوُك فالعذابُ مـــــــسلّطٌ
والسّــحتُ أصبح حاكماً فتغــــلّبا
والغيث يرفض أن يصبّ بأرضنا
والصّدق قلّ وفي النّفـــوس تغرّبا
فانظر إلى الأيّام كيف هوتْ بنا
وانظرْ إلى التّـفكير كيف تعلّــبا
يا ويح قوم بالبغاء تمسّكوا
وغدا لديهم في الحـياة محبّــبا
وطني أراك وقد غدوت مدنّسا
وأرى شبابك بالحبــــــوب تهلْـــوسا
طورا يدخّن في الحشيش وتارة
يبكي على عيـــش تبرقــعَ بالأسى
وإذا تظاهر في الشّوارع واشتكى
أضحى أسيراً في القــبور مُحبّسا
والنّاس قد فقـــــدوا الأمان بأمّتي
والذّئب أصبح للـــــخراف مدرّسا
أيسوسُ أرض المسلـــمين نواطرٌ
ويسودُها من خاننا وتجــسّــسا
وطني رأيْتُك دائما تتـــــــــــوجّعُ
وبك المــصائبُ في الورى تتنـــوّعُ
حتّى كأنّي قد فقدتُ بصيرتي
ومالي ببطْــش القهْر لا أتضعـْــضعُ؟
لا بدّ من يوم عـــصيبٍ فانتظرْ
أبأرضِ أهلك أمْ بأخرى المـــضْـجعُ
والنفسُ تطمعُ إن أجبْتَ نداءَها
وإذا رفَضْــتَ فَبالقليل ستـــقنعُ
لطّـــفْ لساني بالقريضِ فربّما
تأتي العــواصفُ بالدّمارِ فتجْـمعُ
عاد الخريف وبالعواصف أرعدا
وكأنّما فصــــــلُ الرّبيع تـــــمرّدا
فصلٌ أعاصير الرّدى عصفتْ به
وبه التّســلّطُ في الوجــود تجدّدا
سُحِقَ الورى بعد الهجوم بضربةٍ
تركتْ دماءَ الثّائرين مبـــــــدّدا
أولمْ تر القتل الفظــــــــــيع بأمّة
أضحى مباحا واستبــــدّ فــــعربدا
واللّيل أرخى في النّفوس سدوله
فأماتها بالمـــنكرات وشرّدا
يا من يعذّب في العباد وينهب
لابدّ يُحْصى ما ارتكبت ويحسبُ
وعواقبُ الأيّام في صدماتها
محنٌ يُصابُ بها اللّئـــيمُ المذنبُ
لو كنت تدرك ما ارتكبت من الأذى
لعلمت أنّك في الأخير ستصلبُ
فالله أوعد من تسلّط واعتدى
بالنّار في زفراتهــــا سيُـــــــقلّبُ
ما كا أن نعصى الغفور ونعتدي
والموتُ آتٍ والحياةُ ســـــتذهبُ
إضافة تعليق جديد