رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 7 مارس 2025 12:10 ص توقيت القاهرة

وجهات نظر عالمية بشأن شكوى أفريقيا ضد إسرائيل

متابعة : ماهر بدر
إن الفكر المناهض للفصل العنصري هو أصل الشكوى ضد إسرائيل
لقد كان تاريخ أفريقيا بمثابة أرض خصبة لانتشار نظام الفصل العنصري والسلوك العنصري على مدى سنوات عديدة. كان السكان الأصليون الأفارقة يُعاملون دائمًا كمواطنين من الدرجة الثانية، سواء أثناء سنوات الاستعمار البريطاني أو الفرنسي. وفي بعض الأحيان تم تقييمهم على نفس مستوى الحيوانات. كانت هذه السلوكيات المخالفة للكرامة الإنسانية نهجاً طبقه كريستوفر كولومبوس أيضاً مع الأمريكيين الأصليين.
من الغريب أن الأحداث الأكثر إيلاما، بما في ذلك القتل من أجل المتعة، والعمل القسري، والتجويع القسري، كانت تُرتكب في بلدان أفريقية لسنوات طويلة، ولم يكن أحد على استعداد للدفاع عن حقوق السود. وحتى الآن، ومع ترسيخ حقوق الإنسان ورقابة المؤسسات الدولية، لا نزال نشهد الظلم تجاه أشخاص مثل جورج فلويد، الذين يقعون ضحية لوجهات نظر ضيقة الأفق ومعتقدات فاسدة.
وإذا أردنا أن نعرض نمو المواقف الإيجابية تجاه البلدان الأفريقية في سياق رسم بياني، فلا بد من الاعتراف بأن هناك فترات زمنية مختلفة شهدت فيها هذه الأرقام نمواً استثنائياً. وتشمل هذه التحديات التنمية الاقتصادية في أفريقيا، التي تعتمد على المواهب المحلية، فضلاً عن توسيع ثقافة التعليم، وخاصة بلوغ المناصب السياسية والعلمية والاقتصادية العليا.
إن الاستقلال الذي سعى إليه نيلسون مانديلا كان بمثابة بذرة يمكن القول الآن إنها وصلت إلى مرحلة النضج، وأصبحت القارة الأفريقية موضع تفاعل وتواصل بين دول العالم كما تستحق.
في الواقع، لا بد من القول إن أفريقيا أصبحت الآن معترف بها ليس كعنصر تابع، بل كوحدة مؤثرة لديها القدرة على مقاومة إرادة وفرض البلدان الأخرى، وخاصة البلدان الاستعمارية. وبفضل هذه المقاومة أصبح حتى الشكوى من إسرائيل ذات معنى.
إن هذه الدعوى ليست مجرد دعوى قضائية كغيرها من القضايا الجارية، بل هي دعوى ضد جرائم دولة تدعمها الكتل الاستعمارية بشكل جدي. ومن خلال هذا التحرك، أرسلت أفريقيا رسالة واضحة إلى العالم: إن المبادئ الأخلاقية المتبقية من حقبة النضال ضد نظام الفصل العنصري هي حقائق تجري في لحم ودم الشعب الأفريقي.
لقد أدى هذا الإجراء غير المسبوق إلى تعزيز القوة الناعمة لأفريقيا وقوتها التفاوضية لتحقيق فوائد اقتصادية وسياسية، وجعلها معترف بها كلاعب فعال في المعادلات العالمية.
ونظراً للنظرة العالمية السلبية تجاه القتل الوحشي للمدنيين في فلسطين الذي شهدناه قبل وقف إطلاق النار، فقد دفع التحرك الأفريقي الطلاب الأميركيين إلى حمل لافتات تدعم أفريقيا وضد الحكومة الإسرائيلية في مسيراتهم.
من ثم فإن هذا الإجراء ينبغي أن يعتبر نقطة تحول في تاريخ أفريقيا، حيث حافظت البلاد على استقلالها السياسي، وتتحرك وفقا لمفاهيم أخلاقية قيمة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.