كتب يحيي منيع
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقة
كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا
وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبل ُ
إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً
هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟
لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً
هوَ والذي في شهره لا يعملُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ
ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي
في قادم الأيامِ أم نتقابل
فحافظ على حسناتك أكثر من أنفاسك..فالسعيد هو الذى إذا توقفت أنفاسه لم تتوقف حسناته..
ذهبت مشقة الطاعة وبقى ثوابها..
وتذهب لذة المعاصى ويبقى عقابها..
غاب الحسن البصرى رحمه الله عن أصحابه يوما؛فلما أمسى قال له أصحابه : افتقدناك اليوم فأين كنت؟قال:كنت عند إخوان لى ؛إن نسيت ذكرونى..وإن غبت عنهم لم يغتابونى..فقال له أصحابه : نعم الصحبة يا أبا سعيد ؛دلنا عليهم قال:هؤلاء هم أصحاب القبور..
فيا أيها الحبيب اللبيب:استعد لسفرك..وتأهب لرحيلك..وحول جهازك من البيت الذى أنت عنه ظاعن؛ إلى المنزل الذى انت فيه مقيم..ولا تغتر بما اغتر به به البطالون قبلك من طول آمالهم..فقصروا عن ربهم وزادهم..فندموا عند الموت أشد الندامة..فلا الندامة عند الموت تنفعهم..ولا الأسف يشفع لهم..
أما علمت أن غاية أمنية الموتى فى قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وندم وأوبة..
لو قيل للقوم ما مناكم طلبوا حياة يوم ليتوبوا فاعلم
مضى الزمان فى طول أمل وهوى**فاستدركى ما قد بقى واغتنمى..
فالإنابة الإنابة..قبل غلق باب الإجابة..والإفاقة الإفاقة..قبل قرب وقت الفاقة..
يامضيع رمضان بالساعة والساعة..ياكثير الغفلة وقد دنت الساعة..ياناسيا ذكر النار إنها لنزاعة..يامن هجم عليه الشيطان وهو فى بداية المخالفة..فسباه وباعه..فاشتراه الهوى بثمن بخس فأضاعه..
أما بلغك لطف : هل من سائل؟!
أما سمعت عفو : هل من تائب؟!
فلا تيأس فباب التوبة مفتوح..
ولا تقنط من رحمة ربك فعلم القبول يلوح..
اللهم كما سلمتنا رمضان فتسلمه منا متقبلا..واجعلنا من الفائزين المفلحين..واجعلنا من عتقائك من النار ومن المقبولين..اللهم ارفع البلاء والوباء وسائر الأسقام؛واجعلنا عبادا لك ربانيين ولا تجعلنا عبادا رمضانيين.
وأعد علينا رمضان أعوام عديدة وأزمنة مديدة..فى طول عمر وحسن عمل برحمتك يا أرحم الراحمين..
إضافة تعليق جديد