رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 3:13 م توقيت القاهرة

وقفة قصة قصيرة

 بقلم د. وائل فؤاد نجيب 
تمنت سها ان تري ايام سعيدة في حياتها اكثر مما شهدتها من قبل ولكنها كانت متاكدة ان امنيتها هذة اصعب من ان تتحقق في هذة الايام الصعبة والتي تزداد صعوبة بسبب غلاء الاسعار من جهة وبالتالي ارتفاع تكلفة ما تبيعه من منتجات تحتاجها الفتيات في مرحلة المراهقة. وظلت سها تناقش نفسها في اسباب ما تمر به من صعوبات ومشاكل تتراكم وحينما تتيسر الامور يكون هذا اليسر قليل او علي فترات متباعدة او لايكون اضافة ولكنه استبدال لخير اخر كان لديها ويخفف وطأة الحياة عليها 
لم تمهل الحياة سها وظلت ترافقها بالمزيد من الاحداث التي تتوالي عليها بسرعة وكانها تتسابق علي افساد حياتها وبث مزيد من التوتر فيها. لكن في احد الايام عادت سها الي منزلها بعد قضاء يوم طويلا في الشارع تعرض منتجاتها علي من يمر عليها من اشخاص. وما ان دخلت الي غرفتها الصغيرة الموجودة علي سطح احدي المنازل في الحي البسيط الذي تسكن فيه حتي زارتها وريثة المنزل واخذت تذكرها بأن اياما كثيرة مضت منذ ان دفعت اخر دفعة من ايجار الغرفة وانها لم تعد تستطيع الانتظار عليها اكثر من ذلك واخبرتها الوريثة ان هناك فتاة اخري تريد ايجار الغرفة وستسكن فيها مع عمتها وخالتها وانهن عرضن عليها مبلغا مناسبا من المال يمكنها هي ايضا من مواجهة نفقات الحياة. كان وقع  كلمات وريثة المنزل علي اذن سها يشبه دقات طبول في يوم حرب او يماثل تتابع كرات الثلج في شهر طوبة في عز الشتاء. 
كانت سها تتمني ان تكون نائمة تحلم وليست مستيقظة كما هي الان وهي تستمع لهذة الكلمات ....... كم كانت تتمني ان تكون فتاة اخري مسؤولة من شخص اخر يتولي امورها او اب تجد في وجوده سنده او ام تعتني بها وتواجه مشاكل الحياة بدلا منها وتدافع عنها. لم تكن تجرأ ان تحلم بوجود شاب يشاركها الحياة ويشاركها الافراح ومواجهة اعباء الحياة المتنوعة. ولكن حتي هذة الرغبة التي تداعب خيالها اصعب من ان تكون حلما او حتي امنية سهلة المنال مع انها فتاة جميلة الملامح وقوامها ممشوق غصبا عنها فهي مضطرة ان تكون هكذا بسبب ضيق العيش. ومع انها تتقن كتابة بعض الكلمات وتعرف تميز بين الارقام ولديها ما يكفي من ذكاء اجتماعي  يمكنها به ان تتعامل مع الناس من حولها الا انها كانت تري ان الحياة تعاش مرة واحدة وظلت تقاوم كلمات سمعتها من احدي البنات التي كانت قد تقابلت معها في احدي العربات  التي تنقل الناس من القرية الي المركز وتعود بهم في اخر النهار. كانت هذة الفتاة معتادة ان تنزل المركز شبه يوميا تبحث عن رزقها ولم تكن تتراجع امام اية فرصة تكسب منها العيش وكان دائما ما يبدو عليها يسر العيش. وفي اليوم الذي تركت فيه سها قريتها لتعيش في المدينة قابلتها هذة الفتاة وافهمتها ان لديها ما يمكنها ان تعيش حياة ميسورة وبدون مجهود زائد وانه يمكنها ان تغير نمط حياتها وظلت تحدثها عن ما تفتقده من متع الحياة التي هي تتمتع بها دون ان تخسر اعز ما تملك. لقد اخبرت هذة الفتاة سها انها تتواجد في المركز شبه يوميا وفي مكان محدد في بداية اليوم وانها مستعدة ان تساعدها وان تعملا معا وان تحسنا من نمط حياتهما وانهما ستشكلان معا فريقا متميزا. 
ظلت الكلمات تطن في اذن سها خاصة انه ليس هناك من خسائر وان هذة الفتاة لديها ما يكفيها من خبرة . فكرت سها ان تذهب الي هذة الفتاة وتراقبها من بعيد لتتفهم ما هي حقيقة ما يمكنها القيام به لتحسين ظروف معيشتها وبعد عدة ساعات من وقوفها لمراقبة هذة الفتاة وما ان تفهمت سها بأن ما تقوم به هذة الفتاة من عمل قد يبدو ظاهريا غير ضار ولايتطلب مجهودا قررت ان تتحدث معها وحينما اقتربت سها منها لتحدثها اتت سيارة الشرطة لتقبض علي هذة الفتاة واخرين في هذا المقهي البسيط علي الطريق

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.