تعبتُ من الكتابةِ في الظّلامِ
وضقتُ من السّـــماعِ إلى اللّئامِ
يئنُّ الصّدرُ من وجعِ القوافي
بأحْرفِ نكسةٍ سكــــنتْ عظامي
وفي نظْمي أصارعُ كلّ ليلٍ
قُبيْلَ توجُّـــهي صـــوْبَ المنامِ
فما في العيشِ أقبحُ من نظامٍ
بسوْط القمْعِ يضـــربُ في الأنامِ
وحظّي كان سلـــــسلةً وقيداً
وحبساً في السّــوادِ من الظّـــلام
نعبت من التّسكُّعِ في الدّروبِ
أجولُ من الشّروق إلى الغروبِ
أعدّد في النّوائــــب والمآسي
وأحصي ما اقترفت من الذّنوب
وحولي فتية شربوا حــــشيشا
وزادوا شرب هلوسة الحــــبوب
وفيهم نسوة يشربن خـــــمرا
وغايتـــــــــهنّ دغدغة القلوب
فيا رحمان بالإفراج عـــجّل
فأنت الله علاّم الغــــــــــــيوب
بكيت مع النّساء على الرّجال
بكاء قد ترسّخ في خــــــــــيالي
بربّك هل ســـلوت فإنّ قلبي
تعــطّل في الجواب عن السّؤال
أتتني بالمصائب بنت جهل
يسابق جريها خــــــبب اللّيالي
وبالمكروه في الأفعال جاءت
فأنّثت الكــــــــــثير من الرّجال
وأقبح ما رأيته في حـــــياتي
تزاحمنا على لحــــــــس النّعال
أيا أهل الثّـــــقافة في بلادي
أراكم في التّــــحرّك كالجماد
تريدون النّـــهوض بغير علم
ولا فقه يعـــــين على الرّشاد
وهذا أخــــــطر الأوهام شرّا
على شعب تشبّع بالــــــفساد
وما لم نصلح الأعطاب فينا
سنغرق كالــضّفادع في الكساد
وكيف سنستطيع بلوغ شأو
تباعد بالجـــــمود عن الأيادي
علينا أن نعود إلى الصّواب
فنحن اليوم أشـــــبه بالكلاب
نفتّش في المزابل والمجاري
وننـــبح في الظّلام على الذّئاب
أبت عيناي رؤية ما نعاني
من الظّلم المـحرّم في الكتاب
فقمت مناديا بلــسان حالي
وملتمسا مراجعة الحــــساب
عساكم تسمعون صراخ شيخ
تقلّب في الفــــظيع من العذاب
رأيت الطّفل يمسح في الحذاء
وقد تعب الصّغير مــن العناء
يفتّش في الشّوارع عن زبون
ويسرع في الخطى عند النّداء
تشرّد مثل غــــــيره في بلاد
بها الإفساد صـــــعّد في البغاء
وإنّ الظّـــــــلم للأطفال عار
وكارثة ستعــــــــصف بالبلاء
إذا الأطفال في الوطن استهينوا
تراجعت العقول إلى الوراء
إضافة تعليق جديد