رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 13 نوفمبر 2025 11:26 ص توقيت القاهرة

ياسر جلال يهين تاريخ مصر في مهرجان الجزائر

كتب ضاحى عمار
في واقعة غريبة وصادمة للرأي العام المصري، أثارت تصريحات عضو مجلس الشيوخ والفنان ياسر جلال خلال مشاركته في مهرجان وهران السينمائي بالجزائر حالة من الغضب والاستهجان، بعدما زعم أن قوات الصاعقة الجزائرية شاركت في حماية ميدان التحرير عقب حرب يونيو 1967، في رواية لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وتفتقر إلى أي أساس تاريخي أو توثيقي.
الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها أن رجال القوات المسلحة المصرية هم وحدهم من تصدوا للهزيمة، واستعادوا كرامة الأمة، وقادوا معركة الكرامة والنصر في أكتوبر المجيد عام 1973، تلك الملحمة التي سُطرت بدماء المصريين الأبطال وحدهم، جيشاً وشعباً وقيادة.

وللتأكيد، لم تشارك أي قوات جزائرية في العمليات القتالية على الجبهة المصرية خلال حرب أكتوبر. فالوحدات الجزائرية التي وصلت كانت بعد وقف إطلاق النار بالفعل، ولم يكن لها أي دور في تحرير الأرض أو مواجهة العدو الصهيوني.

ما قاله ياسر جلال لا يعد مجرد زلة لسان، بل سقطة وطنية وأخلاقية تمس جوهر التاريخ العسكري المصري، وتفتح الباب أمام مروّجي الأكاذيب لتزييف الوعي العام. فكيف يسمح لنفسه عضو بمجلس الشيوخ أن يُرضي غرور بعض النفوس المريضة في الخارج، على حساب كرامة وطنه وجيشه وتاريخ بلاده؟

من المؤسف أن نجد بين صفوف النخبة من ينساق وراء أوهام إعلامية جزائرية صنعها بعض الأصوات الحنجورية مثل حفيظ دراجي، محمد اليعقوبي، سعد بوعقبة، وأنور مالك، الذين حوّلوا صفحات التاريخ إلى قصص بطولية مزيفة، وأدخلوا الشعب الجزائري في عوالم موازية بعيدة عن الحقيقة، رغم أن الحقائق التاريخية موثقة في سجلات الجيوش والقيادات العربية والدولية.

وللأمانة والتاريخ، مصر لا تنكر مواقف الدعم العربي المشرفة التي جاءت من بعض الدول الشقيقة خلال حرب أكتوبر، مثل الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي دعم مصر بالسلاح والبترول، والملك فيصل بن عبد العزيز الذي استخدم سلاح النفط، والرئيس اليوغسلافي تيتو وشاه إيران محمد رضا بهلوي اللذين قدما مساعدات سياسية ولوجستية مهمة. لكن هذا الدعم كان في إطار المساندة السياسية والاقتصادية، ولم يمتد إلى المشاركة الفعلية في المعارك.

لقد كانت حرب أكتوبر حرباً مصرية خالصة في تخطيطها وتنفيذها وإرادتها، خاضها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تحت قيادة الرئيس الراحل أنور السادات، وبإرث وطني أسسه جمال عبد الناصر. ومن يريد التأكد، فليُراجع التسجيلات والتقارير الرسمية التي نشرت حديثاً عن اجتماعات عبد الناصر وقيادات الجيش، ليدرك حجم التضحية التي قدمها المصريون وحدهم دفاعاً عن الأرض والعرض.

تصريحات ياسر جلال لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة، فهي تجني على ذاكرة الوطن وتُعد طعنة في ضمير أجيال كاملة من المقاتلين المصريين الذين عاشوا وواجهوا الموت من أجل أن تظل مصر الدرع الواقي للأمة العربية كلها.

إن احترام التاريخ ليس ترفاً ولا مجاملة، بل واجب وطني لا يجوز التفريط فيه أو العبث به لإرضاء أحد.

لقد آن الأوان أن يدرك بعض المشاهير أن الوطنية ليست كلمات تقال على منصات المهرجانات، بل موقف وشرف ووعي.

ومهما حاول البعض تزييف الحقائق أو بيع المجاملات الرخيصة، ستظل مصر وحدها صاحبة الملحمة الكبرى... وصاحبة اليد العليا التي تحمي لا التي تُحمى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.