رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 يناير 2025 7:21 م توقيت القاهرة

ينضبط الإنسان بضبط جوارحه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد يقول الله تعالي " استعينوا بالصبر والصلاة " فالصبر يكون على كل شيء، على طاعتكم وعلى صبركم وعلى ضبط شهواتكم على ضبط أعمالكم على كسبكم على إنفاقكم على بذلكم على تضحياتكم، وقد ينضبط الإنسان يضبط جوارحه ونفسه ليست كذلك قد يعرض عن سماع الغناء ونفسه تواقة له هذه مرتبة الصبر. 

فإذا اتصل بالله عز وجل وأقبل عليه واصطبغت نفسه بصبغة الله عز وجل يشمئز من الغناء هذه الصلاة، وقد لا يأكل الإنسان مالا حراما ونفسه تواقة إليه هذه مرتبة الصبر، فإذا اتصل بالله عز وجل وإصطبغت نفسه بصبغة الله عز وجل، الآن لا يأكله ولو أطبق عليه الخافقان لأنه يرى ما فيه من بُعد عن الله يرى ما فيه من شقاء أبدي بالصلاة رأى ومع الرؤية يكون النهي، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" فنفس الإنسان إما أن تكون في مستوى الشرع هذه مرتبة الصلاة نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، أي بلغ مرتبةً لو انقطع خوف الله منه لا يعصي الله، نفسه في مستوى الشرع، نفسه تأبى هي من ذاتها من دون خوف.

من دون وجل من دون طمع من دون رغبة تأبى الإنحراف هذه مرتبة الصلاة وقبل الصلاة لابد من مرتبة الصبر "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم" وإنما الكرم بالتكرم، التكرم تصنع الكرم والتصنع تصنع الحلم، والتعلم السير في طريق العلم ففي مرحلة أولى لابد من الصبر قد تتوق نفسك إلى النظر إلى ما حرم الله ولكنك تنهاها، فلذلك مرتبة الصبر قد لا تكون النفس في مستوى الشرع ولكن إدراك صاحبها ورجاحة عقله تأمرانه أن يكون وفق الشرع، لذلك يضبطها ويحملها على الطاعة ويبعدها عن المعصية وهذه مرتبة الصبر ومرتبة الصبر ثمن مرتبة الصلاة، إذا صبرت عن الشهوات وصبرت على الطاعات وصبرت في القربات، إنتقلت إلى مرتبة الرؤية إنتقلت إلى إحكام الصلة عندئذ ترى الحق حقا فتتبعه وترى الباطل باطلا فتجتنبه.

وقد يحب الإنسان معصية تتوق نفسه لهذه السهرة المختلطة، تتوق نفسه لمتابعة هذا البرنامج المثير، تتوق نفسه للحديث عن فلان تعرف عنه قصصا كثيرة، تتوق نفسه للراحة والإسترخاء احملها على الطاعة، اضبطها بالشرع، ألزمها طريق الاستقامة هذه مرتبة الصبر، فإذا فعلت ذلك وثقت من أن الله راض عنك إذا فعلت ذلك وثقت من أن الله يحبك، إذا فعلت ذلك وثقت من أن الله عز وجل سيتجلى على قلبك عندئذ تنعقد الصلاة ينعقد هذا الحبل بينك وبين الله، تقبل عليه، إذا أقبلت عليه أذاقك من طعم قربه، أذاقك طعم قربه، تجلى على قلبك، أنار قلبك، رأيت الحق حقا والباطل باطلا عندئذ لا تفعل المعصية لا لأنك تخاف ولا لأنك ترغب بل لأنك تشمئز من المعصية وهذه مرتبة إذا بلغها الإنسان حقق الهدف الأكبر من خلقه.

أن تكون في مستوى الشرع ألا تجهد نفسك في مدافعة التدني بل في متابعة الترقي، أن يكون همك متابعة القرب متابعة المعرفة متابعة التحلي بالكمال الإنساني هذا هو همك لكن الإنسان إذا قصّر في هذا الطريق طريق لابد منه طريق لابد من السير فيه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.